الأخبار
محمد لطفى
من يطفئ النار؟
لا أري.. في حدوث أي عملية إرهابية في مصر مهما علا شأنها مؤشراً علي ضعف الدولة، فالعالم كله ذاق مرارة الإرهاب، وما حدث في أبراج أمريكا الشهيرة خير دليل، وأيضا عندما مّر الإرهاب علي باريس ولندن وبلجيكا وألمانيا وآخرها تركيا.

ولن ينتهي الإرهاب بوقوع تفجير هنا وآخر هناك، لأن المعركة مستمرة وممتدة، والمشوار طويل، ولانملك في مصر بديلاً سوي التصدي بقوة ضد هؤلاء الغوغائيين ودعاة الدين وهذا قدر مصر.

وحادث الكنيسة البطرسية، إذا وصفناه بالبشاعة فهو أكثر بشاعة، وإذا وصفناه بالجبن، فهو قمة الجبن، وإذا وصفناه بالخسة، فهو أقذر أنواعها.. ولكن اللافت للنظر وجديد الإرهاب هو ظهور «الإرهابي الانتحاري» الذي يفجر نفسه وسط المصريين وهذا يحدث لأول مرة.. فماذا حدث؟ وكيف يقع الشباب في براثنن الإرهاب؟ ومن الذي صنعه؟

أري أن شابا عمره «٢٢عاما» قليل الخبرة، متواضع التعليم، محدود الثقافة، مسلوب الإرادة، فاقد الأهلية، من السهل اصطياده في المساجد والزوايا للانضمام إلي التنظيمات الإرهابية.

وفي ظل غياب الخطاب الديني المستنير تأتي الفرصة علي طبق من ذهب لجماعات الشر وتنجح عمليات غسيل المخ وإقناع الشباب بأنهم يعيشون في مجتمع كافر!! ويتم عزل الشاب عزلا كاملا عن أهله ومجتمعه ويصبح مشروع «إرهابي» لايري، ولا يسمع، ولايتكلم إلا من خلال أمير جماعته الذي يأمره بتفجير نفسه وسط الزحام فيطاع.. وهذه هي الحكاية، فماذا نحن فاعلون؟ أراها مسئولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والجامع فهل من منقذ؟

< < <

لا أسمع.. أقوال المشككين والمغرضين والأفاكين والكذابين الذين يحرصون علي التشكيك في هوية مرتكبي جريمة الكنيسة البطرسية.

أنهم يحاولون تسفيه الجهود الجبارة التي بذلها رجال الأمن الوطني والمباحث والطب الشرعي في كشف غموض الجريمة ـ بعد توفيق الله سبحانه وتعالي في وقت قياسي لايتعدي ساعات قليلة في جريمة كبيرة، وليس من السهل أن يتم تجميع اشلاء جثة وتحليل أجزائها حتي يتم مطابقة اشلائها علي بعضها، ولا من السهولة ان تستخدم تحليل الـ«DNA» علي كل جزء مبتور، فالمسألة، عملياً صعبة وتحتاج إلي مجهود فوق العادة بمساعدة الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة.. فلماذا العجب ولماذا التشكيك؟ ولماذا الإصرار علي الفشل دون الاعتراف بالنجاح؟ هذه الافعال لا تصدر إلا من جماعات الشر والشباب المضلل من الخلايا النايمة وذيول مواقع التواصل الاجتماعي وأفاعي القنوات الإخوانية أتقوا الله في مصرنا وارحموها الله لا يرحمكم.

< < <

لا أتكلم.. عن أهمية الاصطفاف الوطني ضد محاولات إسقاط الدولة المصرية، ولا عن أهمية الدعم الكامل لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة في معركتنا ضد الإرهاب والإرهابيين وضرورة يقظة المواطن المصري في كل من حوله من سكان وجيران وغرباء والابلاغ الفوري علي المشتبه بهم والسلوكيات غير السوية التي تظهر في الشارع والحارة والعطفة.

أقول هذا بمناسبة البيان السافر والسموم التي تبثها المنظمات المشبوهة والمدعومة بالأموال القطرية، حيث طالعتنا منظمة «العفو الدولية» ومنظمة «هيومان رايتس» ببيان استغل الجريمة البشعة وتحدث عن توتر طائفي في مصر وتقصير حكومي لحماية الأقباط ولم يشر من قريب أو بعيد لأي تعاطف مع الضحايا من الاطفال والنساء ولا إدانة للإرهاب حتي من باب حفظ ماء الوجه فإنتبهوا من هذه السموم.

ويخطي من يتصور ان الإرهاب قادر علي تقويض الوحدة الوطنية، ويخطئ من يتصور أن بهذه الجريمة النكراء قادر علي أن يحرق مصر بالفتنة الطائفية.

ويخطئ من يتصور أن الشعب المصري بنسيجه الوطني قابل للاختراق.. انهم جميعا يحلمون!



تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف