الأهرام
عبد العظيم الباسل
مفتى الجهاد ليس فيوميا!
عرفت الدكتور عمر عبدالرحمن شيخا ضريرا في أوائل السبعينيات، عندما هبط علي الفيوم قادما من السعودية، وانتشر فكره الهدام من خلال منبر مسجد الشهداء، حتي أصبح يشكل للبسطاء رمزا وحجة قاطعة في مسائل الدين والدنيا في غياب مؤسساتنا الدينية بالمحافظة. استغل الشيخ هذه الشعبية، التي كونها تحت سمع الأمن وبصره الذي كان مكلفا بمراقبته في ذهابه ومجيئه، بينما كانت أفكاره تتغلغل في وجدان مريديه فيما كانت سائر الأجهزة المعنية في سبات عميق! وبمرور الأيام اشتد هجومه، وذاع نقده، حتي أصبح قدوة الشارع الفيومي، فاستغل ذلك في التحريض علي رجال الشرطة باعتبارهم يد النظام وعصاه، فجاءت الاستجابة باغتيال المقدم أحمد علاء أحد قيادات أمن الدولة البارزة بالفيوم. من هنا نبتت بذور الإرهاب بالمحافظة، وأثمرت في قرية «كحك» مأوي الصيادين العاملين ببحيرة قارون، الذين استسلموا تحت وطأة إهمالهم لأفكاره فتحولت القرية إلي بؤرة إرهابية! ولأنه كان ظاهرة تلفت الانتباه آنذاك، فقادني فضولي الصحفي لإجراء حوار معه، الذي كشف من خلاله عن أفكاره المتشددة التي فندها في مواجهته المرحوم الشيخ محمد الغزالي، ليظهر الشيخ علي حقيقته، بأنه من أبناء الدقهلية، لكنه وجد في الفيوم بيئة صالحة لنشر سمومه، واعترف ـ خلال الحوار أيضا ـ بأنه أفتي باغتيال السادات، ويؤمن بالخروج علي الحاكم، لتغيير المنكر باليد وليس بالقلب مخالفا لشرع الإسلام، ورغم ذلك لم تتحرك الأجهزة لمقاومته. تذكرت ذلك الحوار، وأنا أتابع محاولة تصوير الفيوم كعاصمة إرهابية، بينما الحقيقة تجافي ذلك تماما، فلا عمر عبد الرحمن «فيومي» ولا إرهاب الفيوم صناعة محلية، فهو من صنع الإهمال الحكومي بمختلف أبعاده الاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية، وأرجوكم لا تظلموا الفيوم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف