الوفد
علاء عريبى
تهديدات مجلس التعاون الخليجى
لقد شعرت بقلق شديد بعد أن قرأت تصريح د.عبداللطيف بن راشد الزيانى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى منذ يومين، وقد توقفت كثيراً عند لغة التهديد التى تضمنها تصريحه لمصر، وبطبيعتى لا أحب التعجل فى إصدار أحكام، عدت لقراءة ما جاء على لسان الزيانى أكثر من مرة، وتوقفت أمام الفقرة الثانية من تصريحه التى قال فيها: «وعبر الأمين العام عن انزعاج دول مجلس التعاون من الزج باسم دولة قطر، الدولة العضو فى مجلس التعاون، فى تفاصيل هذه الجريمة البشعة، باعتباره أمراً مرفوضاً، وأن التسرع فى إطلاق التصريحات دون التأكد منها يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية، مؤكداً ضرورة التواصل فى مثل هذه القضايا الأمنية وفق القنوات الرسمية لتحرى الدقة، قبل نشر بيانات أو تصريحات تتصل بالجرائم الإرهابية، لما فى ذلك من ضرر على العلاقات العربية – العربية».
«الزيانى» هنا يتحدث باسم مجلس التعاون، ويؤكد أن هذه الاتهامات الموجهة لدولة قطر قد تؤثر «على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية»، والزيانى يطالب مصر بالتواصل عبر القنوات الرسمية قبل نشر بيانات أو تصريحات.
للزيانى كل الحق فيما يطلبه، لكن الثابت أن الحكومة المصرية لم توجه أية اتهامات مباشرة إلى دولة قطر فى هذا الحادث، فقط أشير إلى سفر أحد المتهمين إلى الدوحة والتقائه ببعض قيادات الإخوان هناك، وعلى ما أتذكر أن التصريحات التى صدرت فى هذا السياق لم توجه للمخابرات القطرية أو للحكومة القطرية اتهامات تخطيط أو تمويل المذبحة البطرسية.
وقد أصدرت الحكومة القطرية بياناً اعترفت فيه بصحة زيارة المتهم إلى الدوحة، واستمرار زيارته فيها لمدة ثلاثة أشهر أو شهرين، ونفت الخارجية القطرية علاقتها بالإرهابى أو بما قام به فى الكنيسة البطرسية، هذا فى الوقت الذى لم توجه فيه الحكومة المصرية أية اتهامات مباشرة أو ضمنية لدولة قطر.
وما صدر من اتهامات جاءت على لسان بعض النخب المصرية، ونظن أن تصريحات النخب لا تعبر عن الحكومة المصرية بحال، ويتحمل مسئوليتها من أدلى بها.
إذاً السؤال المفترض أن يطرح فى هذا السياق، هو: ما الدافع من نشر تصريح مثل هذا منسوباً للزيانى أمين مجلس التعاون الخليجي؟، هل الهدف منه بالفعل نفى التهمة عن النظام القطري؟، وإذا كان هذا هو الهدف، فلماذا لم يصدر التهديد فى بيان رسمي؟، هل لرفض بعض دول الخليج التدخل التورط فى تهديدات وإفساد علاقة الإخوة التى تربطها بمصر؟، أعتقد أن تصريح الزيانى هو كارت تلوح به المملكة السعودية فى سياق الخلافات مع مصر؟، لهذا نقترح على الحكومة المصرية عدم الالتفات وتجاهل تصريحات الزيانى كأنها لم تكن، فمصر أكبر من أن تنجر إلى سجال مع أفراد لا يمثلون أنفسهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف