عادل عبد المحسن
بطولات المقاتلين لا القاتلين
طوال حياتى أحلم بأن أعيش فى مكان بعيدا عن البشر أريد العيش حياة الانسان الأول بعيدا عن تعقيدات الحياة المعاصر لذلك أجدنى مولعا بالمسلسلات البدوية قبل الثورة الصناعية أننى أعشق جدا حروب الدرع والسيف والسهام والنبال فهذه الأدوات تظهر بطولات المقاتلين لا بطولات القاتلين. هل من الممكن أن تتحقق أمنيتى ورغبتى فى حياة بسيطة بعيدا عن مغريات الدنيا الخضرة النضرة التى صارت تأسرنا وأصبحنا اسراها يركض كل منا فيها طولا وعرضا ولايدرى أنه فى الدنيا كمسافر إلى الخارج بعيدا عن موطنه فإن عمل وكد وجد وعرق وأرسل ما يحصل عليه من المال إلى أسرته عندما يعود يجد نتيجة جهده وعرقه وإنما لو أنفق ما يحصل عليه فى تحقيق رغباته وسد شهواته ولم يدخر شيئا يعود إلى بيته خالى الوفاض ليعيش فى بؤس وشقاء ماله من كاشف. قضى الأمر لم يعد هناك سفرًا جديدًا واجه واقعك المرير هكذا حال الانسان إن عمل فى دنياه وادخر لآخرته سيجد حسن عمله أجرا وثوابا ومغفرة من الله سبحانه وتعالى أنما اذا نسى وألهته الدنيا بملذاتها وشهواتها ونسى آخرته فقد غفل وخسر بأن استلذ بالزائل ونسى الدائم. لا أعرف ما الذى يجبرك على أن تنافق وتكذب كما تتنفس يا أيها الإنسان يا ابن آدم رزقك مقسوم وعمرك عند الله معلوم والموت قادم قادم لا محالة وإن كنت نسيت أو تتنسى أين أبوك وجدك؟ والله أننى أستغرب وأندهش كل يوم من سلوكيات البشر ومن المؤسف أن من يدينون بالديانات الوضعية الذين لا يؤمنون بالله لا يكذبون أنهم صادقون حتى فى كفرهم وعدم إيمانهم بالله. من المؤسف أن أعيش فى زمن أصبحت الخسة والندالة والتصرفات الجبانة تحت شعار «الله أكبر» فالقاتل والمقتول يدعى الصلاح والفلاح. إنه الزمن الغريب أن نجد أصحاب الديانات السماوية الأكثر عدوانية وقتلا وخاصة فى وقتنا الحاضر المسلمون هم من يرتكبون البشاعات ضد بعضهم البعض وضد الآخرين. أعرف لا فائدة من الكتابة ماذا نكتب هل لدينا المقدرة على كتابة أكثر مما ورد فى الكتب السماوية «حشالله». ورد من كلام الله فى الكتب السماوية لم يغير من سلوك البشر فهم يتقاتلون ويسرقون وينتهكون الحرمات بلا وازع من ضمير ولا مخافة من الله جل فى علاه إلا من رحم ربى. إننى لا أجد وصفا للإنسان إلا ما جاء عن المولى عز وجل فى قرآنه الكريم «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا «الأحزاب / 72 . ألا تعلمون أن العمر كالعاصفة والسيل الجارف يجرى إلى منتهاه ولا يبقى منك أيها الإنسان المغتر الغافل سوى أثر ينبئ أن شيئا ما قد مر من هنا فى الدنيا وتمر السنين والأزمان ويتضاءل الأثر وكلما يتقدم الزمن يتلاشى.. الدنيا بابان دخلت من الأول وخرجت من الآخر.