المساء
عزة يحيى
حكاية " حنان "
مر أسبوع الآلام والأحزان ومازالت مرارة الاعتداء الغاشم علي الكنيسة البطرسية تأبي أن تفارقنا وتذكرنا في كل لحظة بأنه ينبغي علينا أن نواجه صناعة الموت وألا ننسي بمرور الوقت وفي خضم التحديات والمصاعب التي نواجهها إن هناك ثعالب تنتظر وقوع الفريسة لتنقض عليها مستغلة حالة الجهل والضعف الإنساني لتغذي عقولهم الصغيرة بأفكار شيطانية وسط ركام الموت وأوجاع الفراق وقسوة وبشاعة الحادث وجدتني أتوقف أمام جريمة أخري بعيدة عن جرائم الإرهاب ولكن بينهما خيطا مشتركا هو قتل النفس البريئة بدم بارد ¢حنان محمود¢ عمرها 12 عاما طالبة بالصف السادس الابتدائي بقرية الشناوية بمحافظة بني سويف.. أمام وكيل النيابة وقفت بكل ثبات وهدوء لتعترف بقتل الطفلة ¢دينا¢ ابنة الجيران قائلة علشان أحرق دم أمها عليها لأنها كانت بتشتمني.
حنان قررت التخلص من دينا فكرت ونفذت جريمتها بإصرار انتهزت فرصة خروج والدة دينا واحضرت ¢جوال¢ وضعت فيه ابنة الجيران وبقوة مضت في طريقها تجر الجوال وبداخله الصغيرة حتي وصلت إلي المصرف واستجمعت قوتها وحملته لتلقيه بالمصرف وبنفس الهدوء والثبات عادت لمنزلها تراقب ما يحدث والدة دينا تبحث عن ابنتها تسأل الجيران اين ذهبت دينا من شاهدها أحد الأهالي قال إنه شاهد حنان وهي تجر الجوال في الطريق وأمام النيابة اعترفت بجريمتها البشعة التي هزت القرية.
إلي هنا انتهت حكاية حنان لتبدأ فصول جديدة في رحلة حياتها بعد إيداعها إحدي دور الرعاية التي تقوم بدور الاصلاح والتهذيب والعلاج اعترف انه لدي تحفظ علي معظم هذه الدور فالغالبية العظمي ممن يدخلونها يعودون للمجتمع أشد خطرا بل ومحترفين للجريمة بكل أشكالها بصراحة دور الرعاية فاشلة في إعادة تأهيل الصغار ولدينا قصص وحكايات لا تنتهي عن الممارسات اللإنسانية داخل المؤسسات العقابية ودور الرعاية وفي كل الأحوال ما يقلقني وجود الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تلتقط الفريسة من هؤلاء الصغار ضحايا التربية الخاطئة والظروف المجتمعية السيئة التي يعشش فيها الفقر والتطرف والكراهية ليكونوا أداة فاعلة في ايدي الإرهابيين يناصبون المجتمع العداء رغبتهم في القتل والتدمير لا حدود لها.
نتحدث عن ضرورة تطوير الخطاب الديني وتطوير التعليم ونشر الثقافة والأفكار التنويرية وننسي أن معظم الأزمات التي نعيشها في أيامنا هذه تعبر عن حالة مجتمعية أصابها الوهن غاب البعد الإنساني والاجتماعي من عقول الكبار فساد الظلام وخيم بظلاله السوداء علي حياة الصغار.
هذه الحكايات الدامية من شفيق إلي حنان تدق ناقوس الخطر أولادنا وقود للإرهاب والبلطجة علينا أن نفتح جميع الملفات لنبحث عن الأخطاء التي ساهمت في هذه الصورة المسيئة لاجيالنا الجديدة علينا سد فجوات الكراهية التي زرعناها في نفوس الصغار وحولتهم بمرور الوقت إلي مجرمين يقومون بأعمال تخريبية ضد مجتمعهم الذين لا يشعرون تجاهه بأي انتماء أو ارتباط.
كل الجرائم التي ارتكبها الصغار لن تكون الأخيرة في حق الوطن طالما مجتمعنا يعيش مرحلة التفسخ الاخلاقي.. أمراضنا الاجتماعية هي الخطر الداهم الذي يتطلب معالجة سريعة حتي لا نمضي نحو الهاوية والهلاك.
" الخلايا الإخوانية"
أحد المتهمين في حادثة تفجير الكنيسة البطرسية يعمل ببرج المراقبة الجوية بمطار القاهرة إذا كان هذا الكلام سليما بالطبع تلك كارثة كبري وأعود بالذاكرة إلي حوار كنت قد أجريته منذ عامين مع د. هاني محمود وزير التنمية الإدارية السابق والذي أكد لي أن الاخوان موجودون في جميع الوزارات والهيئات الحكومية خلال الفترة التي تولي فيها محمد مرسي الحكم واعتقد أنه لا أحد يعلم مدي تواصل وانتماء وتعاون هذه العناصر مع التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية.
هذا الأمر يحتاج لمعالجة فلا نريد أن نستيقظ علي حوادث مؤلمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف