جلال دويدار
ماذا نتمني لسوريا بعد استعادة حلب؟
كم أرجو ألا يكون نجاح قوات نظام الأسد المدعومة بإيران وروسيا وميليشيات حزب الله في هزيمة الارهاب والمعارضة المسلحة السورية في حلب.. بداية للتشدد في التجاوب مع جهود ايجاد تسوية سلمية تستجيب لتطلعات وآمال الشعب السوري في حياة حرة آمنة ومستقرة. لا يخفي علي أحد أن ثمن إعادة مدينة حلب أكبر المدن بعد دمشق إلي سلطة الدولة كان باهظا. انه اتسم بالدمار والخراب وسقوط المئات بل الآلاف من الضحايا معظمهم من المدنيين الأبرياء.
إن المشهد الذي أصبحت عليه هذه المدينة التاريخية الرائعة والجميلة. وما أسفر عنه من حزن مأساوي يسيطر علي أهلها وكل السوريين والمحبين والمتعاطفين. لابد أن يكون درسا لكل القوي المتصارعة والمتقاتلة بالسلاح. عليهم جميعا أن يراعوا في المرحلة القادمة تجنب المزيد من الخراب والدمار وخسائر الأرواح وأن يدركوا نتائج محصلة الخضوع للتدخلات الخارجية. الأمر الذي دفع وطنهم إلي هذه الحالة من الضياع.
أمل كل المهمومين بما تعرض له العالم العربي من كوارث ونكسات وما أدت إليه التدخلات والأطماع وتصفية الحسابات ان يكون ما حدث في حلب حافزا لوضع نهاية للمأساة برمتها. الحرب بين النظام وبين الارهاب والمعارضة المسلحة أفرزت تنامي ظاهرة الإرهاب التي أصبحت مهنة مربحة للعملاء والمأجورين والمضللين الذين اندسوا وسط التيارات الوطنية المخلصة. لم يكن للقوي الوطنية المخلصة الداعية للاصلاح السياسي منذ البداية سوي توافر الحريات في مواجهة تمسك النظام الحاكم بالاستبداد وعمليات تهميشها واستبعادها من المشاركة في إدارة شئون الوطن.
هذه الأجواء السلبية كانت دافعا للثورة وجعلت سوريا فريسة للتدخلات الخارجية المتربصة وغير البريئة التي لاتضمر أي خير للوطن السوري. إننا في حاجة الآن إلي مبادرات يقدمها العقلاء ويتم التوافق عليها لتضع حلا لهذه الصراعات التخريبية المدمرة التي تعرضت لها سوريا.
ويبقي السؤال ما هو المطلوب من الجميع من أجل استعادة الأوضاع من أمن واستقرار وازدهار..
الاجابة في مقال الغد ان شاء الله.