عبد الرحمن فهمى
.. وأخيراً وصل حبارة إلي المشنقة
لماذا كل هذه الإجراءات الأمنية غير العادية داخل السجن وخارجه لإعدام مجرم صدر ضده أكثر من حكم بالإعدام والمؤبد.. إحدي جرائمه تعذيب 25 مجنداً من الأمن المركزي في عز شبابهم قبل قتلهم بأبشع طريقة.. لقد كنا نطالب بشنقه في ميدان عام مليء بأسر ضحايا الإرهاب.. ثم لماذا يتم تنفيذ حكم الإعدام في الرابعة والنصف قبل صلاة الفجر بساعة في ظلام الليل؟؟!!
لقد تم تنفيذ حكم الإعدام في قادة جماعة الإخوان في عز الظهر وفي قوتهم.. تم التنفيذ في القسم سيد قطب وعبدالرحمن عودة وغيرهما بعد الإعلان عن موعد التنفيذ قبل التنفيذ بيوم.. وكانت الحركة والمرور في ميدان باب الخلق عادية تماما.. ولم يقترب أحد من مبني سجن الاستئناف الذي يتوسط الميدان.. ما الذي كان يمنع من إخطار أهالي الجنود الشهداء بالموعد والسماح لهم برؤية السفاح وهو يلقي جزاءه.. هناك في سجن الاستئناف - وقد قضيت فيه عدة أيام لسبب ما - هناك ممر طويل يطل علي ساحة الإعدام.. بل قريب من الساحة.. فيه زنازين المحكوم عليهم بالإعدام الذين يلبسون البدلة الحمراء وأمام الحجرات هذا الممر فعندما يخرج المحكوم عليهم في القسم في الصباح يرون مصيرهم أمام أعينهم!!
كم كنت أود أن يحضر أهالي الشهداء ليروا مشهد الإعدام بأعينهم وتحت أرجلهم أو تحت حذائهم.. هذا المجرم المجرد من أي عاطفة. وضمير!!! سور هذا الممر منخفض جدا عن عمد ليري المحكوم عليهم مصيرهم بوضوح.. كم كنت أتمني إطفاء نيران أهالي الشهداء الشبان الورد بمشاهدتهم شنق هذا المجرم.. بل كان هناك اقتراح بتنفيذ الحكم بطريقة أخري.. فكما قام بتعذيب الشهداء قبل قتلهم.. يوضع المجرم عاريا في حجرة مغلقة بها أسدان لم يتناولا أي طعام منذ يومين علي الأقل لتمزيق جسده قبل أكله قطعة قطعة.. كان الخوف فقط من أن يفضل الأسدان الجوع عن أكل هذه الجثة النتنة القذرة!!!
***
ولا أدري مإذا كان يمنع من تصوير عملية الشنق منذ إخراج المجرم من زنزانته بسجن العقرب في الرابعة صباحا وذهابه إلي سجن الاستئناف ورفضه النطق بالشهادتين وراء شيخ السجن وهنا تلا مأمور سجن الاستئناف نص التهم الموجهة إليه في مواجهته ثم الأحكام التي صدرت ضده.. وكالعادة سألوه عن طلباته قبل تنفيذ الحكم فلم يرد وصمت ورفض أي كلام.. ثم انهار أمام منظر المشنقة وردد الشهادتين وهنا تم تنفيذ الحكم.. ورفض عشماوي رفع حبل المشنقة إلا بعد أن توقفت ضربات قلبه التي استمرت ثواني وأكد الطبيب الشرعي وفاته!!!
تسلم بعض أفراد أسرته الجثمان من مشرحة زينهم.. وسافروا إلي قريته مسقط رأسه قرية "الأحراز" مركز أبوكبير حيث كان مقررا دفنه مع أسرته.. ولكن أصدقاءه أصروا علي دفنه في قرية الشيخ سعيد بالمانسترلي حيث مدفن أصدقائه من التكفيريين!!
ليتم إسدال الستار نهائيا علي أبشع جريمة ارتكبها أسوأ مجرم الذي يحترق الآن في نار جهنم!!
***
لا أدري لماذا لم يتم تصوير عملية الشنق كاملة لعرضها في نشرات الأخبار طوال اليوم ليرتدع هؤلاء السفاحون القتلة حينما يرون زعيمهم الذي تماسك طوال الإجراءات ثم انهار أمام منظر المشنقة ونطق بالشهادتين وظل يتمتم بكلمات غير مسموعة!!!
***
كاركاتير قديم..
عادة الضابط في نهاية الإجراءات يسأل المحكوم عليه بالإعدام: نفسك في حاجة؟؟.. المجرم حبارة رد علي الضابط بمنتهي قلة الأدب بالسب والشتائم.. وهناك رسم كاريكاتير لصلاح جاهين في الأهرام في الستينيات حينما ارتفعت الأسعار.. رد المحكوم علي الضابط:
- عاوز سندوتش جبنة رومي.. أصل الكيلو بقي بعشرين جنيه.. الله يخرب بيوتكم!!!