طارق الأدور
إعلام العار ممنوع الاقتراب من اتحاد الكرة
ممنوع الاقتراب من اتحاد الكرة.. ليست لافتة مثل اللافتات التي تعلق علي الأماكن العسكرية أو الأماكن ذات الحساسية الخاصة ولكنها لافتة معنوية علقها المسئولون في اتحاد البيزنس أو مجلس الادارة الحالي لكرة القدم في كل القنوات والاذاعات حتي لا يتعرض اتحاد الكرة أو أفراده للهجوم من الاعلام المرئي أو المسموع ومعهما أيضا الاعلام المقروء قريبا عندما يتحول إعلام "العار" الذي نعيشه الي إعلام يساند ويهلل فقط ولا ينتقد أو يصحح أوضاعاً كما كان دوره سابقا.
الفكر الشيطاني لاتحاد البيزنس يحقق خطوات واسعة علي طريق تحويل اتحاد الكرة إلي مؤسسة ممنوع الاقتراب منها أو التصوير وبدأ أولا بنشر أعضائه الاعلاميين علي القنوات التليفزيونية والاذاعية المتعاقد معها الاتحاد نفسه بما يخالف كل القوانين وهو ما تحدثنا عنه سابقا في الحلقات الماضية ولكن الجديد هو فرض الحظر الاعلامي علي اتحاد الكرة بقوة المال وقوة الرعاة والا فلن تحصل القناة علي رعاة أو حقوق بث للدوري والكأس في مصر.
الخطة محكمة لذلك فهي توصف بالشيطانية لأنها لا تقل فداحة عن الخطط الشيطانية التي تحاك ضد العرب بصفة عامة ومصر بصفة خاصة الآن من قوي الغرب.
بعد الحلقة الماضية بعنوان "عضو مجلس ادارة وإعلامي" هاتعني العديد من الزملاء الاعلاميين وطالبون بكشف المزيد من الفساد في مجال الاعلام الذي ننتمي اليه جميعا حتي يعود للاعلام هيبته ودوره المجتمعي في هذا العصر الذي أصبحت المصلحة تتحكم فيه في كل شيء حتي قول كلمة الحق.
قال لي بعض الزملاء في قناة النيل للرياضة انهم تلقوا تعليمات صريحة بأن اتحاد الكرة ورئيسه أبو ريدة خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه في البرامج أو في كل ما يخرج من القناة التي اعتذر فيها منذ ساعات رئيس القناة حمدي السيد عن عدم الاستمرار في هذه المهزلة. وتلك قضية أخري.
التعليمات صدرت: الي كل المذيعين والمعدين أيضا باختيار الضيوف المتوافقين علي الساسية الجديدة للقناة والذين يستطيعون مجاراة الأحداث دون أي نقد.. أما الاقلام أو الآراء التي تنتقد أو تتحدث عن السلبيات فليس لها مكان ويحاسب من يستضيفها في أي برنامج.
الحصار أيضا يأتي من ناحية أخري وهي الشركة الحاصلة علي حقوق بث الدوري.. فهي تؤمن من جانبها عدم خروج أي شيء ضد اتحاد الكرة أو سياسته وتتحكم في قناة أخري تبث مباريات الدوري ولكن بشرط أن تقول وتكرر الايجابيات فقط.. أما السلبيات فليس لها مكان لأن العاملين في الكرة عندنا ملائكة لا يخطئون ومن يخالف هذه التعليمات.. فهو ممنوع من المصروف والمصروف هو المقابل المادي الذي تحصل عليه القناة من الشركة الراعية التي هي في الأساس شراكة مع المسئولين في اتحاد الكرة.. وهم أيضا من تعاقدوا معها.
الكثير والكثير يسير في اتجاه معاكس للاعلام الذي نعرفه وندرسه في الكتب ودرسه أباطرة الاعلام عبر العصور ولكن ليس في هذا العصر.. عصر "إعلام العار".