وكأن الزميل حمدي رزق أراد أن يثلج صدور الملايين من أمثالي الذين يعتقدون في نظرية المؤامرة التي تحاك لمصر منذ أكثر من مائتي عام بداية من عصر محمد علي مرورا بسعد زغلول وجمال عبدالناصر وصولا الي عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
استضاف رزق الخميس الماضي اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق وأحد الخبراء الاستراتيجيين العسكريين علي مستوي العالم وليس علي مستوي مصر والإقليم فقط.
استعرض الرجل في الحلقة التي استمرت أكثر من ساعة الوثيقة الامريكية التي اعدها احد اهم المراكز الاستراتيجية في الولايات المتحدة وحكي في الحلقة كيف حصل علي مقتطفات منها رغم انها سرية جدا بل سرية للغاية.
أهم ما يخص مصرنا في هذه الوثيقة انها افردت لمصر فصلا خاصا بها رغم انها استبعدت دول الشمال الافريقي، المغرب - الجزائر - تونس - ليبيا من القسم الخاص بإفريقيا وضمت هذه الدول الي ملف الشرق الاوسط وشمال افريقيا واستثنت مصر التي افردت لها ملفا خاصا مثلما فعلت مع روسيا التي فصلتها عن قسم أوروبا وجعلت لها ايضا ملفا خاصا.
أمريكا في هذه الوثيقة وضعت يدها علي ان مصر ستصبح أكبر قوة اقتصادية بشرية وجيش قوي في ٢٠٢٠ حيث ستحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي عام ٢٠١٨ وتصدره ٢٠٢٠ لأنها ستكون أكبر منتج في العالم له وهي استثمارات تتطلب حماية عسكرية للذين يتساءلون عن الميستيرال والرافال وأحدث غواصة ألمانية في العالم التي اصبحت في حوزة البحرية المصرية. ببساطة شديدة لديك في الجنوب منابع النيل وكذلك مضيق باب المندب وبدونه تخسر قناة السويس الكثير والمتغيرات في اليمن تجعلها خارج سيطرتك الي حد ما.
واذا كان التقرير وضع يده علي صورة مصر ٢٠٢٠ ووضعها امام اللجنة المكلفة لتقديمه للرئيس الامريكي ومجلس الامن القومي لتأخذ قراراتها طبقا لهذه المعطيات.. فماذا نستنتج من رد فعل الكاوبوي الامريكي علي مصر.. السيسي؟
خير إجابة وضعها أمامنا اللواء سمير فرج عندما حكي حواره مع كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في عهد جورج بوش الابن وهو يودعها الي مطار الاقصر عندما كان محافظا لها.. وفي الطريق طلب منها ان تستوقف اي مواطن في شارع لتسأله عن مشاعر المصريين تجاه أمريكا وكان ردها: انا عارفة هما هيقولوا إيه؟
ولا أجد افضل من التعبير الذي قاله اللواء سمير فرج لحمدي رزق وهو يحاوره عندما قال برافو يا حمدي.. برافو وانا بدوري اقول له برافو يا حمدي.. برافو وهو عكس ما قلته في مقالي السابق عندما انتقدت الحوار الذي أداره حول الشيخ الشعراوي.. فلكل مقام مقال يا استاذ حمدي.