جلال دويدار
لا منتصر سوي الأعداء في دمار وتخريب سوريا
هل تكون عودة حلب الشهباء إلي سلطة النظام الحاكم في سوريا مقدمة لانتشال هذا البلد العربي من محنته التي تهدد وحدته ووجوده. إن تحقيق هذا الأمل يحتم علي الجميع.. النظام الحاكم المترهل.. والثوار الذين تجاهلوا آلام سوريا وشعبها والعقلاء المنعزلين في سوريا خاصة والأمة العربية عامة. عليهم أن يتذكروا ما كانت عليه أوضاع هذا البلد من أمن واستقرار وازدهار. كان هذا هو حال سوريا رغم أخطاء الحكم الذي افتقد العقل والتقدير لما يمكن ان تؤدي إليه سوءاته من دمار وخراب يطول كل من يعيش علي هذه الأرض العربية.
لم يكن هناك عائد من وراء عدم التوافق الوطني والتخلي عن كل ما يحقق آمال وتطلعات الشعب سوي تمزيق سوريا وتشريد الملايين من أبنائها. حان الوقت لأن يؤمن الجميع في الوطن السوري ومعهم كل الأطراف المتورطة في إشعال نيران الخراب والدمار أنه ليس في حربهم منتصر سوي الأعداء أو المتربصين والعملاء لقوي أجنبية.
عليهم أن يؤمنوا بحتمية السعي إلي كلمة سواء لصالح عودة الأمن والاستقرار والتفرغ لعمليات التعمير التي تحتاج للجهود وما عرف عن السوريين من اجتهاد.. دون تفرقة. هذه المهمة الصعبة تتطلب مشاركة الجميع ومعهم المجتمع - الدولي الذي ساهم بسلبيته في هذه المأساة -في هذا التحرك حتي يمكن إنهاء كل ما أدي إليه صراعاتهم من خلافات وشقاقات ودمار.
حان الوقت أن يتفق النظام الحاكم السوري وكل أطراف الصراع في سوريا ومعهم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. علي توفير كل الامكانات والمتطلبات وضمانات التأمين والسلامة لأبناء شرق مدينة حلب الذين يتم اجلاؤهم. يدخل ضمن هذه الاجراءات التصدي لأي عمليات انتقامية أو تصفوية يمكن أن يقوم بها أي طرف من المسلحين.
كفي بالله عليكم ما تعرضت له المدينة وأهلها من معاناة طالت حياتهم وحياة ذويهم وممتلكاتهم وكل ما يمس لقمة عيشهم. إن ما شهدته سوريا علي مدي السنوات الست الماضية وما أصبحت عليه كل مناطقها.. يستحق الاعلان دوليا أن هذه الدولة العربية تعيش كارثة ومأساة انسانية عالمية تستحق تضافر كل الجهود من أجل نجدتها وإنقاذها.
ليس من وسيلة للوصول إلي هذا الهدف سوي أن يرفع جميع الأطراف أيديهم عنها وأن يوقفوا دعمهم وتأييدهم للإرهاب والتنظيمات العميلة المتآمرة علي الصالح الوطني السوري.