مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد فى الخامس والعشرين من الشهر الحالى ،حسب التقويم الغربى، اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات صارمة تحسبا لأية عمليات ارهابية محتملة،واعلن رئيس الوزراء مد العمل بحالة الطوارئ للمرة الخامسة .. واستكمالا لحالة الاستنفار العام، قرر رئيس الوزراء ،نشر قوات من الجيش، خاصة فى المراكز التجارية حيث من المتوقع ان يتوجه الفرنسيون بالملايين لشراء الهدايا التى يتبادلونها بهذه المناسبة..والكل هنا مرحب بتلك الاجراءات، لا سيما والأخبار الواردة من الوطن العربى لا تطمئن بالمرة..فلا تجد حوارا بين اثنين أو اكثر، إلا وتناول موضوع العملية الإرهابية التى وقعت ضد الكنيسة البطرسية، والى جانب استبشاع الجريمة الإرهابية، فإن التساؤل عن علاقة الإسلام بما تفعله داعش يتردد بشدة، وكثير ممن قابلتهم هنا ،يعربون عن حزنهم لاستهداف مصر الحضارة والتاريخ والجو الجميل.. ويتساءلون عن علاقة تفجير كنيسة اثناء اقامة القداس يوم أحد، وبالتاليت وجود مئات المصلين ،بمن فيهم الأطفال بالاسلام، وكيف يريد هؤلاء ان يصدقهم الناس بتبرير جرائمهم الإرهابية.وقد كان لتفجير الكنيسة المصرية وقع شديد الوطأة ،حيث سمعت اكثر من واحد يقول، انه يخشى زيارة مصر التى يحلم بمشاهدة معالمها الحضارية والاستمتاع بجوها الدافئ، ولكنه يخشى الموت فى عملية إرهابية!! ..أى أن الإرهاب الغادر ضرب السياحة ،التى تشكل مصدر رزق لملايين المصريين. بعد ان بات واضحا للجميع ان هذه التنظيمات التى تتسربل بعباءة الاسلام ،لا تفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ ،أو أى انسان لم يؤذ أحدا ..وللاسف فإن الحديث عن بلادنا لا يخرج عن موضوع الإرهاب والإرهابيين وأكبر مسرح لهذا الوباء الجديد فى هذه الأيام ، هو مدينة حلب التى كانت أجمل مدن سوريا وواحدة من أجمل مدن العالم..والغريب ان معلومات ،او بالأحرى ما تبثه وسائل الإعلام الفرنسية بصدد الأحداث ،،يختلف من وسيلة إعلامية الى أخري،ليس بشأن الرغبة فى تدمير سوريا فحسب ،فهناك إجماع على ذلك ،بدعوى ديكتاتورية الرئيس بشار الأسد،وكأن العالم العربى والعالم الثالث ، ينعمان بأنظمة حكم ديمقراطية ولم يعد يشذ عن القاعدة إلا الأسد..انما التباين الذى يدعو للاستغراب،ليس فى عدد النازحين من حلب فقط والذى يتراوح من بين ثمانية الاف الى مائة ألف ،بل فى إبداء تعاطف شديد مع على الميليشيات المسلحة ،وعلى رأسها داعش التى روعت السوريين ،وتسهب التعليقات فى وصف «معاناة» النازحين من حلب ،بأسلحتهم،وكأنهم لم يقتلوا ولم يروعوا ولم يعيثوا خرابا أينما حلوا..وقد سألت بعضهم ،هل تريدون رحيل الأسد واهداءنا داعش؟ ،ساعتها تبدو الحيرة على ملامحهم ولا يجدون جوابا..وفى ازدحام الصحف وقنوات التليفزيون بانباء حلب، يفلت من البعض ان الميلشيات فى سوريا ،تسلحها وتمولها قوى غربية، وفى نفس الوقت تهاجم الرئيس السورى لأنه استعان بروسيا ،وكأنه كان مفروضا عليه ان يترك بلاده وشعبه نهبا للمرتزقة الذين قدر البعض بأنهم ينتمون الى نحو سبع وثلاثين جنسية..وهنا يكشف الخبراء عن مخاوف من احتمال عودة «الجهاديين» الفارين من سوريا الى أوطانهم الأصلية ومنها فرنسا ،بسبب «الدواعش الفرنسيين» الذين حاربوا الجيش العربى السوري..ان عالما جديدا ستتحدد ملامحه بعد تحرير حلب الذى يشكل منعطفا بالغ الأهمية وسوف تكون تداعياته أكبر وأعمق مما خطط البعض..فصور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تحتل الصدارة، والبعض يعتبر ذلك نتيجة لحماقة بعض القوى التى راهنت رهانات خاسرة ،فلم يسبق فى التاريخ ان هزمت عصابات مسلحة،من المرتزقة ،دولة وشعبا، وقد كانت المناحة الغربية «ـبسقوط» حلب، يقابلها فخر سورى وشعبى عربى «تحرير».حلب