الأهرام
سعاد طنطاوى
أبو الريش قبل ما تروح بقشيش
مستشفى أبو الريش التى تأسست عام 1983 بمنحة من الحكومة اليابانية لتكون صرحا طبيا لخدمة أطفال مصر شاخت وهى فى عز الصبا عند عمر 33 عاما امتدت اليها يد الاهمال لدرجة جعلتها مأساة صحية تهدد أرواح اطفالنا المصابين بأمراض خطيرة،لاسيما أمراض القلب والصدر،وعمليات القسطرة وفى الفترة الاخيرة اصبحت المستشفى حالة ميئوس منها فتعالت اصوات مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع للمستشفى لانقاذها و اطفالنا معا من الموت .
وسجلت تبرعات الحملة الاعلامية التى تمت نتائج طيبة فى البداية مع تكثيف الحملات الاعلامية الا انها مع كثرة الأحداث المؤلمة التى تمر بها مصر بدأت الناس من جديد تتناسى هذة المشكلة لتدخل فى دوامة حياتها والحقيقة هنا ان المصريين بطبيعتهم شعب حنون ويهب للنجدة الا انه سرعان ما يتراخى ولا يكمل المشوار وتلهيه امور اخرى ولا احد منا ينكر ان التبرعات هى نواة لسند الزير الا انه ليس من المنطق ان يكون فى مصر كلها مستشفى واحد لعلاج الأمراض النوعية للأطفال فاى منطق يقول ان تستوعب مستسفى كهذه 800 ألف طفل سنويا، يعانون أمراضا تحتاج جراحات المخ والأعصاب وضعف خلايا المخ وضعف عضلة القلب وتكون هى نفسها كمستشفى مريضة تعانى فقرا فى أطقم الأطباء والتمريض، وهل يعقل ان تكون مستشفى كهذه بلا عناية مركزة أو رقابة.. والأهالى يقومون فيها بدور الأطباء والممرضين وما ذنب هؤلاء الاطفال الا ان ذوويهم من فقراء المحافظات الغلابة الذين يجدون فى ابو الريش ضالتهم وملاذهم وطاقة النور الوحيدة التى تمد يد العون لفذات اكبادهم بعد ان عجزت كثير من المستشفيات بالاقاليم وربما بالعاصمة عن علاجهم

واعود للتبرعات فأؤكد انها خطوة حسنة ولكنها لن تستمر وان حلا مثل ما اعلن عنه منذ ايام وزير الاسكان بالاستعداد على انشاء فرعين لـ ابو الريش بالمحافظات حل سوف يحل جزء من المشكلة ايضا وأفلح ان صدق ونفذ بسرعة ولم يتقاعس حتى لايصبح كلامه مسكنا لحين انتهاء الازمة وعلى جانب اخر هل من الممكن ايضا ان يعيد وزير الصحة النظر فى قدر المُخصصات المالية والدعم التي تحصل عليه مستشفى أبو الريش الياباني من ميزانية الدولة لعلاج الأطفال وإنقاذهم من خطر الموت ويرسم ثانية بسمة على وجوه الاطفال وبث الامل فى نفوس ذويهم الذين ضن عليهم الزمن ولايملكون من حطام الدنيا سوى اطفالهم وقلييل من الرزق

أن المستشفى تعالج اكثر من نصف مليون طفل سنويا وهناك فارق كبير بين ميزانيتها وبين تكاليف علاج هذا العدد الكبير من المرضى مما جعل المستشفى تعانى معاناة كبيرة بسبب ضعف الميزانية ونقص الدعم بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار والمستلزمات الطبية وتكاليف الأدوات والمعدات الجراحية فهل من مجيب رحمة بفلذة اكبادنا وانقاذا لابو الريش قبل ما تروح (بقشيش) . وعلى الإعلام أن يستمر في تسليط الضوء على المستشفى لضمان استمرار التبرعات لتجنب حدوث مزيد من الأزمات بالرغم من انه دعم مؤقت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف