سامى عبد الفتاح
هل يضحي طاهر بالأهلي للإبقاء علي جاريدو
في استراتيجية جديدة وغريبة علي النادي الأهلي قرر رئيسه محمود طاهر التضحية بسمعة الفريق الأول لكرة القدم. الذي يمثل واجهة النادي ومصدر فخره وتاريخه. من أجل مبدأ لم يعد موجوداً في كرة القدم. وهو التشبث بمدرب فاشل أو غير موفق. وعدم تغيير المدير الفني للفريق خلال الموسم. ليبقي علي جاريدو. رغم انقطاع الأمل في المنافسة علي بطولة الدوري وفقدان اللقب. عقب الخسارة الرابعة للفريق هذا الموسم بهدف دون رد أمام المقاولون العرب. في سيناريو أشبه ما يكون لخسارة الأهلي أام إنبي.. وكأن الخواجهة لم يفهم درس انبي. فرأي في الإعادة إفادة.. فتلقت شباك الأهلي هدفاً قبل النهاية ليهزمه المقاولون العرب 1 / صفر ويبقيه في المركز الثالث علي بعد إحدي عشر نقطة من الزمالك.
وقال طاهر بعد الهزيمة الرابعة:" جاريدو مستمر حتي نهاية الموسم. ليس لدينا في الأهلي مدرب تتم إقالته وسط الموسم".. بينما اعترف جاريدو بعد المباراة أن فرصة تتويج النادي الأهلي بلقب الدوري العام المصري أصبحت شبه مستحيلة.
تصريح طاهر إثار غضب واستغراب الجماهير الأهلوية. التي لم تقتنع بالمبرر. لأن الأهلي اجري الكثير من التغييرات للأجهزة الفنية خلال تاريخه. بما في ذلك صالح سليم. الذي اطاح بمحمود الجوهري في منتصف الموسم. بل وحرمه حتي رحيله دنيانا من تولي تدريب الأهلي مرة اخري. كما تحالف محمود طاهر بنفسه عام 2001 ومعه علاء عبدالصادق للاطاحة بمانويل جوزيه. عندما جاء للأهلي المرة الأولي. وسعي لدي صالح سليم ليقنعه انه مدرب فاشل. وبالفعل رحل جوزيه. في منتصف الموسم.. قبل أن يعيده محمود الخطيب مرة اخري بموافقة حسن حمدي. ليحرز مع الأهلي أعظم البطولات.
ادرك أنا شخصياً. أن رئيس الأهلي في موقف لا يحسد عليه. وأنه يدرك كما يدرك الجميع أن الدوري ضاع من الأهلي. وأنه لا يريد أن يكون أداة في يد الجماهير الغاضبة. حتي وإن كانت علي حق.. ولكن أكثر مما أخشاه أن يكون طاهر متقمصاً لشخصية الراحل صالح سليم. التي كان يراها الكثيرون شخصية صلبة وصعبة. ولا تعرف المرونة.. وربما هذا صحيح فيما يخص كيان الأهلي وكرامته.. وكان لمحمود طاهر مواقف مشابهة عديدة في هذا الاتجاه. أما في كرة القدم فان المرونة مطلوبة. وتبادل الآراء وتقبل نصح الغير. أمر مطلوب ولا يعيب أحداً.. وحقيقة شخصية الراحل صالح سليم أنه كان ديمقراطياً إلي أقصي حد. إلا أن ما نراه الآن يؤكد أن هناك من يدفع محمود طاهر لــ "نشوفية الدماغ" حتي يكون مثل صالح سليم.. ونسمع كثيراً في النادي الأهلي أن هناك شريكاً سرياً لصناعة القرار في الأهلي. غير مجلس الادارة.. وهو كلام أستنكره شخصياً.. إلا أن قصة جاريدو تعطي انطباعاً بإمكانية أن يكون هذا الكلام صحيحاً.. والمسألة ابسط من البساطة.. لقد اجتهد طاهر في استقدام افضل مدرب بأفضل سيرة ذاتية. لكنه لم يوفق لأن الفريق في مرحلة انتقالية وإعادة بناء. كما أن الرجل فشل في التوافق مع لاعبيه. وهذا ليس عيباً. ويحدث مع أكبر الفرق.. ولكن المهم ألا تستمر الأزمة إن شاء الله.