الأهرام
مرسى عطا الله
كاريزما جمال عبد الناصر وهدوء أنور السادات!
هل يمكننا القول إن كاريزما جمال عبد الناصر ظلمت أنور السادات في بداية حكمه؟


سؤال أجابت عنه السيدة جيهان السادات في حوار مطول مع الكاتبة الصحفية سهير حلمي ضمن حوارات وأسرار رموز السياسة والأدب والفن والتي جمعتها في كتاب أنيق اختارت له اسما ملفتا «عش النمل» الذي لم تجد عنوانا أفضل منه ليعكس روح هذا الكتاب وغزارة سرده وهيمنة شخصياتهم علي مجالاتهم بدأب ونظام ومكابدة وكدح في عقد لم تنفرط فيه حباته أبدا.

قالت جيهان السادات أنها مثل معظم المصريين كان يسودهم إحساس بأن السادات ليس بمقدوره أن يملأ الفراغ الذي تركه عبد الناصر برحيله المفاجيء وأنها تشككت في قدرات زوجها آنذاك وحدثت نفسها بما تساءل به الناس وقالت أنا في النهاية مواطنة وبالرغم من أنني زوجته وأقرب الناس إليه وأعرف قدراته ومهاراته وبراعته السياسية إلا أن هذا ما حدث بالفعل لأن عبد الناصر كان زعيما وطنيا قوميا استحوذ علي قلوب الجماهير في مصر والعالم العربي.. والقول بأن كاريزما عبدالناصر ظلمت السادات في البداية ربما هذا احتمال وارد إضافة إلي هدوء السادات غير المفهوم في بعض الأحيان فهو يعطي انطباعا بأنه لم يستوعب ووجهه لا يظهر أي تعبيرات ولكنه في حقيقة الأمر لماح جدا ولديه شفافية كما أن الثقة والاعتزاز بالنفس والتواضع من أهم سمات أنور السادات.

وفي صفحات «عش النمل» حوارات وأسرار مع رموز السياسة ونجوم الشعر والفن والأدب والصحافة الذين يقدمون لقاريء هذا الكتاب المتميز وجبة دسمة من أسرار وكواليس الحياة العامة التي لا يعلمها عامة الناس.

وقد توقفت طويلا أمام شهادة اللواء منير شاش عن واقعة اغتيال الرئيس السادات عندما يقول إنه يوم كئيب للغاية وأنه رأي السادات والدماء الداكنة تسيل من فمه فأدرك أنها دماء الموت والتفت ناحية المشير أبوغزالة للاطمئنان عليه فوجده في حالة ذهول لا يرد علي أحد ولم يفت منير شاش أن يلمح لتقصير أمني قائلا: «شاءت الأقدار أن الرئيس السادات لم يستعن بحراسته مستندا بأنه يجلس وسط أبنائه».

خير الكلام:

<< من غاب عنه ضميره أصبح أسيرا لذنوبه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف