الجمهورية
محمد العزاوى
ذوو الاحتياجات الخاصة ومهمة الدولة والمجتمع
في كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية توجد فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ورغم معاناة هؤلاء إلا أنهم استطاعوا التغلب علي كل العقبات التي تصادفهم في حياتهم وواجهوا الحياة بصدر رحب ومبشرات وإنجازات عجز عنها الأصحاء ولم نذهب بعيداً ونحن نستلهم الروح الفتية لعميد الأدب العربي طه حسين فقد ضرب المثل في تحدي فقده للبصر ووصل إلي قمة السلطة حيث تربع علي وزارة التربية والتعليم وكان وزيراً ناجحاً ومن أبرز أفكاره أن التعليم كالماء والهواء.. نماذج تتكرر علي مدي الزمان وفي عصرنا الحديث شاهدنا قدوة من هؤلاء الذين حققوا بطولات في مختلف المجالات بعضهم حقق بطولات رياضية وكانت الساحة البارالمبية شاهدة علي عظمة هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة.. ولعل من فضل الله علي هؤلاء أنه منحهم ميزة خاصة انتصروا بها علي أنفسهم وتفوقوا علي الأسوياء.
الساحة مليئة بأعداد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين رفضوا الوقوع فريسة للاحباط لنقص في القدرات والإمكانيات.. شاهدنا حماتو فقد ذراعيه لكنه قهر المستحيل وصار أحد رموز لعبة تنس الطاولة ونتخيل أن هذا الرجل وغيره قهروا الصعاب وضربوا المثل في التحدي والإصرار والتفوق الذي لا حدود له.. هناك من فقد البصر أو أصيب بإعاقة تمنعه من الحركة لكن الإصرار والعزيمة الصادقة في صدور هؤلاء كانت مثار الإعجاب والتقدير.. شباباً وفتيات نالوا درجة الامتياز وحصلوا علي أعلي الدرجات والجوائز في شتي المجالات. عوضهم الله بهذه الروح الفتية فتحركت العزيمة في نفوس الأسوياء لعلهم ينافسون ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن ظلت الغلبة لهؤلاء الأبطال.
ومما يثلج الصدر أن سائر المجتمعات احتضنت هؤلاء العباقرة ولم تتخل عنهم تحت أي ظروف وصاروا في بؤرة الاهتمام ونالوا التكريم من الزعماء والرؤساء عن جدارة وعما تميزوا به وفازوا بأعلي تقدير في الماضي وفي الحاضر ولن نستطرد في ذكر الكثير من هؤلاء الأشخاص والنماذج الطيبة الذين أثاروا الأسوياء فحاولوا وفق مناهجهم.. قادوا السيارات والدراجات التي قام المجتمع بتهيئتها لهم وفق ظروفهم ومنذ فترة قصيرة شاهدنا في الساحة الرياضية العالمية فتيات حققن انتصارات وكن محل إعجاب وأبهرن كل من تابعهن وقد قام رئيس الجمهورية بتكريم عدد منهن بل واختار منهن أعضاء في البرلمان الذي يضع التشريعات ويراقب مسيرة الأمة وهذا التقدير ساهم في دفع الاطمئنان في قلوب هؤلاء واستمرت مسيرتهن في قهر الصعاب.
إزاء هذه الانتصارات وتحقيق هذه البطولات في شتي المجالات أعدت الدولة مشروع قانون لتوفير أقصي درجات الرعاية والحماية لهذه الفئات بحيث يمضون في حياتهم بلا أي عقبات أو روتين يعوق أو يعطل حركتهم وقد أحسنت الدولة في هذا المشروع الذي تم إعداده متضمناً وسائل متعددة تكفل لهذا القطاع من أبنائنا الحياة الكريمة وتوفير فرص العمل في شتي المصالح والمؤسسات ومنحهم كافة الحقوق كالأسوياء تماماً وتيسير كل ما يسهل عليهم حياتهم وفي إطار هذه الرعاية منحتهم رخص الركوب في وسائل المواصلات مجاناً وفتحت أبواب كل أندية الشباب والعديد من فرص العمل أمامهم في إطار القانون وتأدية الواجب نحوهم لكي يشكلوا نسيجاً متوائماً مع كل فئات المجتمع.. ولاشك أن هذه المهام التي تقوم بها الدولة والمجتمع في مقدمة الأولويات التي تقع علي عاتقنا جميعاً نحو هؤلاء الذين حرموا من بعض الإمكانيات التي يتمتع بها الأسوياء ويجب أن تظل أعيننا مفتوحة علي هذه الفئات ونقوم بنسف أي معوقات تعترض سبيلهم وهذا واجبنا نحوهم باعتبار أنهم إحدي فئات المجتمع التي تحظي بالرعاية والتقدير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف