الوفد
علاء عريبى
العربى يقتل العربى باليمن
حتى هذه اللحظة لا أعرف ما هو الدافع لضرب بلدان عربية إسلامية لبلد عربى إسلامي، لقد استمعت وقرأت لأغلب ما صدر عن المسئولين الحكوميين في البلدان العربية المشاركة في « عاصفة الحزم» والداعمة لها، قيل: للحد من التدخل الإيراني، وقيل: لمساندة الرئيس الشرعي، وقيل لعدم سيطرة الحوثيين الشيعة على البلاد.
قبل أكثر من خمسين سنة ورط الرئيس عبدالناصر الجيش المصرى فى النزاع الدائر باليمن، وانحاز لفريق عبدالله السلال الذى كان ينادى بإعلان الجمهورية وإلغاء النظام الملكى، بعد سنوات من عودة ما تبقى من أولادنا،عرفنا أننا فقدنا حوالى 29 ألف شاب فى هذا الصراع، اضافة إلى من أصيبوا وأصبحوا من المعاقين.
قيل: إن الرئيس اليمنى المنتخب قد استغاث بالبلدان العربية لكي تتدخل عسكريا وتنقذ الشرعية،وقد استمعت البلدان العربية للاستغاثة وهبت لنجدة الشرعية، وحامت المقاتلات ودكت المدن والقرى والمنشآت والشوارع والبيوت والمزارع والمصانع والمستشفيات، اليمن لم تعد سعيدة، بلدانها وقراها أصبحت منكوبة، الدمار فى كل مكان، والرئيس المستغيث لم يتمكن بعد من السيطرة على البلاد.
لماذا لم تتدخل هذه القوات في النزاع الليبي أو النزاع السوري؟، لماذا مولت بعض هذه البلدان المعارضة المدنية والإسلامية لقتل أولادنا فى سوريا وليبيا.
المؤلم فى هذه الأزمة أن بعض السياسيين والمشتغلين بعلوم الدين الإسلامي باركوا فى بداية غارات الموت والدمار ضرب اليمن الشقيق، فقد بايعت معظم النخب السياسية عاصفة الحزم، وحرضت الحكام على الدفع بقوات عسكرية برية لدخول اليمن الشقيق، والمؤسف أن بعض المشتغلين بعلوم الدين في مصر والبلدان العربية أصدروا فتاوى تبارك ضرب العربي لشقيقه العربي، المسلم لشقيقه المسلم، ليس هذا فقط بل وقف الأئمة في المساجد يحرضون بخطبة الجمعة على قتل الحوثيين.
ما هو حكم الجندي العربي المقتول على أرض اليمن؟، هل يعد شهيدا؟، قيل: إن العربى المقتول فى اليمن لن يعد شهيدا، لأنه لم يكن يدافع عن دينه، ولا عن عرضه، ولا عن ماله، ولا عن أرضه، كان يدافع عن المذهب، مذهب أهل السنة، وقالوا: إنه فى منزلة بين منزلتين، بين الجنة والنار، وإن الله عز وجل هو الذى سيفصل فى الأمر.
وماذا عن اليمنى الذي يقتل وهو يدافع عن وطنه، وعن أرضه، وعن عرضه، وعن ماله، وعن تجارته، وعن أسرته، وعن مذهبه؟، هل يعد شهيدا؟، قيل: لا ، سيدخل النار، لأنه كفر بالمذهب!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف