ونحن على أبواب أعياد أشقائنا فى الوطن، وبعد ما عاشوه ـ ونحن معهم ـ من أحزان وإرهاب.. هل نفكر فى إنشاء مجلس للأمن «المصرى» أم الأفضل أن يصبح ذلك مجلساً للحرب، على الإرهاب.
وربما ذلك ما دفع الرئيس السيسى إلى المطالبة بتشديد الحراسة على الأماكن الحيوية، وفى مقدمتها أماكن العبادة من مساجد وكنائس.. ومبان عامة.. بينما كان يفترض أن تكون هذه الحراسات دائمة، وليست مرتبطة بحادث هنا أو هناك.
<< ورغم أن الإرهاب صار كارثة تواجه شعوباً كثيرة، فى العالم كله، حتى فى الدول التى تمتلك أكبر الديمقراطيات.. وأكثر وسائل الحماية تقدماً، فإننا نرى إرهاباً رهيباً يتوزع على العالم كله: الغنى.. والفقير.. والمتعلم والجاهل.. ولذلك نجد حتى فى الدولة التى لم تعرف قوانين للإرهاب.. نجد تشدداً بل ولجوءاً الى استخدام العنف والشدة لمواجهة تصاعد وعنف هذا الإرهاب داخل بلادها. ولاحظوا التشدد الحالى فى ألمانيا. وفرنسا. وأمريكا وبريطانيا، أما العنف ورد الفعل فى الدول الفقيرة مثل أفغانستان ونيجيريا.. وأيضاً فى تركيا فلا أمل للخروج منه إلا بمزيد من التشدد!!
<< وهنا يكون الحل بالتشريع أحياناً أى إصدار قوانين وإجراءات تخضع للسلطة- ولو لفترات مؤقتة ـ تسمح لها بمواجهة العنف الإرهابى بعنف السلطة وتشددها.. ولكن عندما نجد الإرهاب يسعى إلى القفز إلى السلطة ـ كما فى مصر حالياً.. أو كما فى نيجيريا التى تعتبر الكتاب المقدس ـ القرآن الكريم ـ حراماً ومن هنا جاء اسمها: بوكو حرام هنا يجب أن تتضافر كل الجهود للقضاء على هذا الإرهاب.. وما يحدث من تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش وما يتفرع عنهما خير مثال للسعى الى القفز على السلطة، بهدف تنفيذ أفكارهم وهم يعيدون الى الذاكرة منظمات إرهابية عرفها التاريخ الشرقى مثل الخوارج. والحشاشين والقرامطة رغم الغطاء الدينى الذى ارتدوه.. ومثل ما رأيناه من منظمات إرهابية مثل بادرمابنهوف فى ألمانيا، وكلوكوكس كلان فى أمريكا.. وكلها كانت لها أساليبها فى الخروج على الدولة.. والسيطرة عليها.
<< وربما تكون مصر من أول الدول التى حذرت من انتشار موجات الإرهاب محلياً وإقليمياً وعالمياً ـ ومن سنوات طويلة ـ ولهذا السبب نرى أن تخصص الأمم المتحدة ـ وكل منظماتها ـ العام 2017 ـ ليصبح عاماً عالمياً لمواجهة الإرهاب. وان تتوحد كل الجهود لأن هذا الإرهاب يستهدف الحضارة الحالية... قبل أن يستهدف أمن أى دولة معينة.. وأن يهب العالم لمواجهة ما يعانيه المجتمع الدولى الآن من مخاطر رهيبة يمكن أن تعيده الى العصور الوسطى. وعصور الوحشية. والحروب المدمرة.
وإذا كانت مصر تتداعى الآن إلى إنشاء مجلس أمن محلى لمواجهة الإرهاب.. فلماذا لا يتداعى «مجلس الأمن الدولى» للقيام بواجبه فى هذه القضية، وبما أنه ـ هو ـ أعلى مجلس مهمته الأولى المحافظة على هذا الأمن الدولى.. ولكن هذا لا يلغى أن تنشئ مصر مجلساً للأمن أو مجلساً للحرب لمواجهة ما تتعرض له مصر الآن من مخاطر.