المصريون
محمود سلطان
سقوط حلب.. وجريمة العباسية.. هل ثمة علاقة؟!
غالبية المقاربات رجحت أن يكون الإرهاب المتوحش الذي ضرب كنيسة العباسية يوم 11/12/2016، وكذلك الهجوم على كمين الهرم، الذي راح ضحيته ستة شهداء من الشرطة.. رد فعل انتقامي من مقتل ثلاثة من قيادات الإخوان في صعيد مصر! والحال أن السياقين مختلفان: الأولى "الكنيسة" اُستهدف مدنيون مسالمون داخل مؤسسة دينية.. والثاني "الهرم" اُستهدف كمين للشرطة "مقاتلين يحملون السلاح".. ما يعني أن العقلية التي "شرعنت" للأولى ـ ربما من قبيل المرجح ـ تختلف تمامًا عن العقلية التي "أفتت" بالثانية، وربما تشير إلى احتمال توالد تنظيمات إرهابية جديدة، تختلف فيما بينها في تحديد هوية من تثبته هدفًا في ميدان الرماية: المجتمع ككل أم السلطة وتجلياتها أم القوى الأمنية؟! وما يحمّلنا على هذا الاعتقاد، أن قيادات إخوانية كبيرة، وبأعداد أكبر، تم تصفيتها فيما كانت في حوزة الشرطة، في وقت سابق، ولم يحدث رد فعل بكل هذه الدموية ووحشيتها. الملفت أن التكهنات ظلت تراوح الداخل المصري منفصلة عن سياقها الإقليمي، ولم يُطرح سؤال عما إذا كانت جريمة العباسية تحديدًا، قد جاءت نتيجة رد فعل وامتداد لحريق إقليمي هائل، فاق في جرائمه ضد الإنسانية فوق كل ما هو متوقع. هل يمكن مثلًا الفصل بين حادث الكنيسة الإرهابي المروع، وبين هجوم "الكرك" بجنوب الأردن يوم أمس الأول 18//2/2016، والذي أوقع العشرات بين قتيل وجريح من بينهم سائحات أجنبيات؟! وهل ثمة علاقة بين حادث "العباسية" وحادث "الكرك"؟!.. وهل توجد علاقة بينهما من جهة وبين سقوط حلب في يد إيران والمليشيات الشيعية التابعة لها، من جهة أخرى. وبمعنى أوضح: هل كان هجوم العباسية الإرهابي، رد فعل على المذابح التي ارتكبتها الديكتاتورية العلوية والشيعية، بحق أهل السنة في حلب.. وهي الجرائم التي وصفتها منظمات أممية بأنها عار على الإنسانية وعلى أوروبا وعلى كل من سكت عليها أو ساندها أو أيدها سياسيًا وعسكريًا؟! هذه المقاربة ينبغي أن لا ننحيها جانبًا.. لأن مأساة حلب المروعة، علمتنا التجارب بأنها، لن تمر بدون أن يكتوي الجميع بنارها، حتى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية البعيدتان سيسددان جزءًا من الفاتورة.. وليس بوسع أحد أن يتوقع حجم العنف والإرهاب، ومن أين سيأتي وأين سيضرب.. كل ما نملكه هو التوقع الأقرب إلى القطع واليقين، بأن العالم بما فيه منطقتنا العربية، لن يرى الهدوء والسلام والأمن الداخلي، والكل متهم بالتواطؤ مع المجرم السوري الذي سلم بلاده للعصابات الشيعية لتستبيح شعبها بهمجية وبربرية غير مسبوقة في التاريخ الإنساني. نسأل الله تعالى السلامة.. ولكن الفواتير باهظة وستسدد.. وفي غياب الحكمة والخبرة والإبداع السياسي.. وهيمنة منطق العجرفة والعضلات و"رامبو" الهوليودي.. فلا تتوقع إلا كل ما هو شر وشيطاني.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف