الأخبار
حمدى الكنيسى
قراءة مختلفة لشخصية الرئيس ونشاطاته
بعين الخبير الإعلامي والكاتب القصصي والسياسي أري أحيانا ما لايراه الآخرون خاصة أثناء الزيارات والجولات وافتتاح المشروعات التي يكون الرئيس السيسي محورها، ويتيح لي ذلك فرصة محاولة الإجابة علي تساؤلين يتكرران كثيرا منذ ظهوره علي الساحة السياسية: »هل هو امتداد للزعيم عبدالناصر وصورة جديدة له بثوريته وطهارته وعدالته»‬ »‬أم إنه امتداد للرئيس انور السادات وصورة جديدة » ثم ما هي أوجه الاختلافات بينه وبين كل منهما؟!
ولعل ما شاهدته وتأملته اثناء احتفال افتتاح عدد كبير من المشروعات الجديدة ـ من خلال »‬فيديو كرنفرنس» ـ قد وفر لي مزيدا من الفرص لأري ما لايراه الآخرون.. ومن ثم أصل إلي تحليل أكبر وأعمق لشخصية الرئيس، من خلال هذه الملحوظات:
ـ كالعادة يبدأ الرئيس يومه ونشاطه المكثف في الصباح الباكر جدا ومن الطبيعي ان يتواجد الوزراء وكبار المسئولين في أماكن المؤتمرات والاحتفالات قبل الثامنة صباحا، يعني بدأ كل منهم يومه في السادسة علي الأقل، وتظهر نتيجة ذلك بوضوح علي وجوه من يكونون قد خلدوا الي النوم في الليلة السابقة في وقت متأخر، فمنهم من يقاوم التثاؤب، ومنهم من يبذل جهدا واضحا حتي لا تأخذه سنة من النوم، ومنهم من تتضاعف مشكلته لو فاجأه الرئيس بتساؤل ما حيث لا مجال للتردد والتلعثم وعدم ترابط الكلمات والمعاني في الاجابة المنتظرة. أما الرئيس شخصيا فبصراحة حكايته حكاية فهو ـ ماشاء الله ـ يحتفظ بحيويته ويقظته حتي لو كانت ارتباطاته تكون قد دفعته الي السهر والنوم المتأخر، وقد تجلت هذه اليقظة في قدرته غير العادية المتمثلة في متابعة تفاصيل التفاصيل وبحثها بدقة مهما اختلفت الموضوعات، مثال ذلك عندما رأيناه يفاجئ وزير النقل »‬الدكتور جلال السعيد» ووزير الإسكان »‬المهندس مصطفي مدبولي» ورئيس الهيئة الهندسة للقوات المسلحة» اللواء كامل الوزير بأسئلة مفاجئة حول تفاصيل بالغة الدقة ترد في حديث كل منهم اثناء عرضه للمشروعات التي يتولي مسئوليتها، وعندما قال مذيع القوات المسلحة المتميز »‬ياسر وهبة» ان الكوارث والشدائد تكشف معدن الشعب المصري الأصيل كما يظهر في المشروعات الكبري والحرص علي استكمالها، ثم اضاف: »‬أهلا بالكوارث والشدائد التي تزيدنا اصرارا علي العمل والانجاز، والطريف أنه قبل أن أبدي أنا تحفظي علي تلك العبارة، التقطها الرئيس بيقظته وقال مداعبا المذيع: »‬إننا لا نريد أزمات وشدائد.. كفانا منها ما عشناه، ثم بنفس اليقظة أطلق ضحكة صافية ليعيد الهدوء للمذيع مشجعا له حتي يواصل أداءه المتميز.
الخلاصة: قد تكون هناك أوجه شبه بين الرئيس السيسي والزعيم عبدالناصر، وبينه وبين الرئيس انور السادات، لكنه يحتفظ بسمات وصفات خاصة به، فهو يهتم جدا بالتفاصيل الدقيقة، وهو يدرك أبعاد الصورة الكاملة لأي مشروع وأي قضية، وهو لديه طاقة هائلة علي العمل المكثف الدقيق دون ان يلتقط الانفاس، واذا كان يجمع بينه وبين ناصر والسادات القدرة علي اتخاذ أصعب القرارات، فإنه الي جانب قراره باحتضان ودعم ثورة الشعب في 30 يونيه مضحيا بمنصبه كوزير دفاع، ومستعد للتضحية بنفسه لما كان يعرفه عن استعداد الجماعة للقتل والانتقام، اضاف قرارا آخر لا يقل جرأة وخطورة، عندما آثر أن يعرض شعبيته ومكانته لاصعب الاحتمالات بتعويم الجنيه وما أدي اليه من متاعب اقتصادية وفرص سانحة لاعداء النظام في الداخل والخارج لاشعال ثورة مضادة فعل الرئيس ذلك لأن الاولوية عنده هي إنقاذ الاقتصاد واطلاق المشروعات الكبري لصالح الابناء والاحفاد وأجيالهم، حتي لو كان هو من سيدفع الثمن الباهظ من الشعبين التي كانت بلغت ذروتها والمكانة التي كادت تصير في مهب الريح.
كذلك يحسب له القدرة علي التوازن الدقيق بين الحرص علي تأكيد إعادة مصر المستقلة.. والحفاظ علي العلاقات العربية والدولية مهما بلغت حساسيتها وانفعالات البعض.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف