الأخبار
جلال دويدار
استفزاز مصر.. لضرب الأمن القومي العربي
لا يمكن لأحد ممن يهمه الصالح العربي المستند إلي أمنه القومي أن يسعد بعمليات التصعيد التي تتسم بعدم المسئولية التي يمارسها البعض من اجل اختلاق الخلاف والمرارة لدي الشعب المصري وبالتالي الكفر بمفهوم الأسرة العربية الواحدة. المؤكد ان ما يحدث من استفزاز واضح للمشاعر يدخل في إطار السلوكيات الصبيانية التي لا تخدم سوي الأعداء المتربصين بهذا الوطن العربي الواحد.
هذه السلوكيات غير المسئولة تصب الزيت علي النار لتمزيق العلاقات العربية - العربية التي أصبحت تشهد تدهوراً نتيجة غياب التشاور والتوافق وروح التفاهم لحقيقة وطبيعة الأحداث والتطورات التي تشجع علي عمليات الايقاع المتعمدة بالبعض في صراعات غير محسوبة العواقب. ما يحدث يؤكد غياب المعالجة الصحيحة للقضايا الخلافية حيث لا يوضع في الاعتبار النتائح السلبية المترتبة. في هذا الشأن لا جدال ان التقدير الصحيح للموقف بتحكيم العقل كان سيقطع الطريق علي التآمر الذي يستهدف استنفاد القوي العربية والامكانات المادية المتاحة ودق اسفين فيما تحقق من توافق وتضامن عربي.
ان ما يجري بدافع الوهم يتم اعتقادا بأنه رد وعقاب علي وجهة النظر المصرية المستندة إلي حقوق السيادة ومراعاة عدم التورط في صراعات لا تخدم الصالح الوطني والقومي. إن المستهدف هو هز إيمان مصر أكبر وأقوي الدول العربية بشريا وعسكريا.. بوحدة المصير والأمن القومي العربي الذي أعلنت مراراً وتكراراً أنه جزء أساسي من أمنها القومي. كم أرجو وفي لحظة تصافي عقلاني أن يفهم المتورطون في عملية استفزاز مصر ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من خطر علي مستقبل الأمن القومي للوطن العربي الذي سوف يطول الجميع بلا استثناء.
التقدير السليم لهذا الخطر الداهم يتطلب ويحتم النظر إليه من واقع تجارب مريرة سابقة مرت بالوطن العربي ولم يتم النجاة من تداعياتها إلا بالتواجد والتدخل المصري سواء كان ذلك سياسياً أو عسكرياً.
يجب التعامل مع مثل هذه الأمور بحرص بالغ حتي لا يؤدي تواصل هذه الاستفزازات إلي قطيعة يدفع ثمنها الذين كانوا وراءها نتيجة غياب الفكر والتوفيق في السلوك.
إن قدر مصر أن تقف بصلابة في مواجهة مخططات التآمر الخارجي لتركيعها اقتصادياً وسياسيا وتخليها عن امتها العربية. انها تحارب الي جانب ذلك أعمال الإرهاب المأجور العميل الذي يستهدف كسر إرادة شعبها.. هل يعقل أن تكون في نفس الوقت هدفا للطعنات من جانب اخوة كان يجب أن يتواصل وقوفهم إلي جانبها باعتبار أن ذلك يصب في النهاية لصالحهم.
كم أرجو أن تنقشع هذه الغمة التي تحاول مصر احتواءها بالهدوء وتجاهل مظاهرها المستفزة.. ان ما تتحمله الدولة المصرية المناضلة إنما يعكس مدي ما تستشعره من مسئولية قومية. انها ورغم كل ما تتعرض له لم ولن تفقد ايمانها بأن الأمن القومي العربي - وفي اطار من التقدير السليم لأبعاده - وحدة واحدة لا تتجزأ. علي كل الأطراف أن تتفهم وتدرك أن التورط في ابعاد مصر عن أمتها العربية. هو هدف تعمل من أجله كل القوي المتآمرة علي الأمن القومي العربي وعلي مصالح كل الدول العربية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف