محمد جبريل
الصراعات الدولية علي أرض سوريا
كل الدول الكبري والإقليمية المتصارعة في العالم. وجدت في سوريا أرضا خصبة لثمارها الفجة: الولايات المتحدة تطالب بإسقاط رأس النظام. ترافق مطالبتها بغارات جوية باسم التحالف الدولي - تسمية مطاطة كما تري - علي مواقع الجيش السوري. وتكوين فصائل مسلحة من قوي المعارضة. وتزويدها بالمال والسلاح. إلي جانب دعمها بأعداد من الجنود الأمريكيين.
لروسيا وجهة نظرها المخالفة لتحركات واشنطن في الساحة السورية. وتأكيدها علي أن القرارات التي تستهدف النظام يجب أن يكون مصدرها الشعب السوري. لذلك فقد ساندت النظام بالقوة المسلحة. وشاركت بصورة معلنة في العمليات القتالية. وفي عمليات إجلاء المدنيين. فضلا عن تقديم المساعدات الطبية والغذائية.
تحركات واشنطن ضد نظام الحكم السوري. تجري - في تقدير المراقبين - بالنيابة عن الكيان الصهيوني. أفلحت مصر في تجنيب شعبها وجيشها ويلات الانقسام والتفكك والحرب الأهلية التي صارت - للأسف - صورة الحياة في العديد من الأقطار العربية. لكن إثارة الخلافات والنعرات القومية والطائفية والمذهبية جعلت هذه الأقطار في الصورة التي نراها الآن. تغلبت روح الفرد والقبيلة والمذهب الديني أو السياسي علي الانتماء للوطن. وفقد القطر السوري ما كان موضع اعتزاز الوطن العربي من تقدمه الحضاري والمدني والعسكري.
التحركات الروسية يشغلها وجود موسكو في هذه المنطقة من العالم. وهي منطقة زاخرة بالطاقات والثروات. مقابلا لقوة الغرب المتعاظمة في المنطقة نفسها. وثمة الرئيس الفرنسي أولاند الذي رأسه وألف سيف كي يطاح ببشار الأسد من منصبه. ولم تغادر حاملة الطائرات شارك ديجول إلا مؤخرا موقعها بالقرب من الأرض السورية. أما تركيا فقد استباحت المدن لعلاج مشكلة داخلية. وهي مطالبة الأكراد الأتراك بإقامة دولتهم المستقلة. واعتماد أردوغان العنف وسيلة وحيدة لرد مطالبهم. ليس في داخل بلاده فحسب. وإنما في داخل مدن الحدود السورية. وهو ما فعله كذلك في داخل الحدود العراقية. تغافل عن مبدأ احترام الاستقلال الوطني لدول الجوار. وشنت طائراته وقواته البرية عمليات متلاحقة في عمق المدن السورية. وأجبرت أنقرة آلاف المدنيين علي الهجرة من المناطق التي احتلتها سعيا لإحداث تغيير ديموغرافي بين السكان. أما الجارة إيران وحزب الله اللبناني. فإنهما يخوضان حربا قومية وطائفية ضد السنة من أبناء القطر السوري. وهي المأساة نفسها التي تحاول فصائل الحشد الشعبي في العراق. صنعها في المدن التي دحر منها مقاتلو تنظيم داعش.
في ظل غياب أي فعل أو رد فعل عربي. أو وجود أفعال عربية جعلت الأولوية لإسقاط الأسد. فلم تعبأ بالمشهد الدامي الذي شمل حياة الشعب السوري. استباحت إسرائيل الأجواء والأراضي السورية بغارات طائراتها. وعملياتها البرية. يكتفي مجلس الأمن - تحت وصاية دول الغرب - بإدخال توالي العدوان الإسرائيلي في جدول أعماله. دون مناقشة جادة وموضوعية. مجرد روتين لا تشغله حتي الإدانة الورقية للكيان الصهيوني.