المصريون
رضا محمد طه
تدريس ترم كامل بأقل من كيلو لحمة
تعقيباً علي ما ذكرته بعض المواقع عن إستمرار وهبوط وتراجع في مؤشر جودة التعليم عندنا بما لا يتناسب مع حضارتنا وعراقتنا، كانت مصر قد حصلت علي المركز قبل الأخير في العام الماضي-بقياسات بعض المراكز العالمية المتخصصة- متراجعة عن بعض البلدان الإفريقية والتي لم يبدأ التعليم فيها بالصورة النظامية مثلما بدأته مصر وسبقتها في ذلك بسنين عديدة، فسر بعض الأكاديميين وكذلك المتخصصين أن أهم أسباب ذلك يعود إلي عدم الإهتمام بالمعلم بالصورة الكافية من حيث إهانته وإغتياله وسحقه معنوياً بشتي الأساليب التي كانت تتبعها حياله بعض الحكومات السابقة وأيضاً الحكومة الحالية. نظرة بسيطة علي أحوال الجامعات الخاصة وأيضاً الحكومية تجعلنا نستنتج أن التراجع في مستوي التعليم يشمل أيضاً التعليم الجامعي، أحد الأدلة علي ذلك-من وجهة نظر أستاذ جامعي وزميل والذي حدثني عن إحباطه وصدمته الشديدة حينما ذهب أمس إلي خزينة صرف المستحقات المالية بإحدي كليات الجامعة التي يعمل بها في بكلية أخري، وذلك من أجل أن يأخذ مستحقاته نظير إنتدابه لتلك الكلية للتدريس طوال الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي الماضي، فقد فوجيء أن إجمالي المبلغ المستحق له مقابل تدريسه فقط خمسة وثمانون ونصف جنيهاً مصرياً، تم خصم ثلاثة عشرة جنيهاً منهم-10% ودمغة-فحصل في النهاية علي صافي المبلغ المستحق إثنين وسبعون جنيهاً لا غير، وقد قام بنقل ذلك من خلال إستمارة الصرف الموجودة لدي موظف الخزينة، الأمر الذي جعل زميلي يقول-متحدياً-أن يقبل موظف أو حتي عامل في الحكومة أن يكون أجره في الساعة بهذا التدني وهو أقل من جنيهين، في الوقت التي تغدق فيه الحكومة بإستمرار علي بعض المؤسسات المحظوظة بالآلافات في صورة منح وعطاءات في أي مناسبة وتحت أي مبرر قد يجعل من المنطقي ولتحقيق العدالة والعدل والشفافية أن كل العاملين بالحكومة يستحقونها هم أيضاً، طبعاً لا نقصد المكافأت المستحقة حقاً نظير أعمال غير عادية. ندم زميلي علي ذلك قائلاً أنه كان من الأفضل له أن يكون إنتدابه بلا مقابل علي أخذه هذا المقابل المتدني والمُهين لأن قبوله بذلك يمثل هوانه وإذلاله من قبل المسئولين ولأن من يهن يسهل بعد ذلك الهوان عليه كما قال الشاعر، ولا أدري لماذا إعتبر زميلي أنه في موقفه هذا أحد "الأذلان" اللذان وصفهما المتنبي في إحدي قصائده حيث قال: ولا يقيم علي خسف-ضيم-يراد به...إلا الأذلان عير الحي والوتد......هذا علي الخسف مربوط برمته.....وذا يُشج فلا يرثي له أحد

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف