المصريون
عبدالرحيم ثابت المازني
الارهاب ..ارهاب سياسي وتاريخي وليس ارهاب ديني
تنمية الفرد والمجتمع من وحي القرآن: الارهاب ..ارهاب سياسي وتاريخي وليس ارهاب ديني

ما اسهل الادانة أو محاولة الدفاع عن الدين خشية ما يسمي الاساءة الي الدين ...فيتحدث البعض بمظهر بالدفاع عن الدين مما يحدث من خراب وقتل باسم الدين ...وللاسف أجد علماء دين ومفكرين وإعلاميين يدافعون عن الدين ويظهرون كل القيم ونواهي الدين التي تنهي قتل النفس او الفساد في الارض..وكأنهم في حرب مع الاخرين ديننا برئ..والجميع للاسف يعلم انه برئ وليس في حاجة الي إثبات ... وما يحدث منهم ما هو الا استهلاك للوقت والمجهود ..او احيانا المساعدة في الهجوم علي الدين ..والمساعدة في إثبات عكس ما يدعون اليه...وأجدهم ضلوا الطريق والهدف...الذي كان يجب أن يكون ..وهو اثبات أن هذا هو فكر وحرب سياسية واقتصادية بين بلدان وانظمة ..أستخدمت فيه بعض الافكار الدينية المغلوطة والمدسوسة ..لتجنيد البعض من الشباب صغار السن لتوظيفهم لأغراض سياسية وحروب اقتصادية بأسم الدين ..عن جهل منهم لدورهم وخدمتهم التي يقدمونها لاعداء الدين ..او بمعني ادق الخصم الذي يريد القتل والتخريب للعقيدة والبلاد ...؟ وللاسف كان للدين الاسلامي النصيب الاكبر من هذا الهجوم والاتهام ..في هذا العصر ......وهذا ليس الا لهدف واحد استكمال لعملية الاستعمار ولكن بفكر ولغة العصر ..وهي السيطرة علي الاقتصاد والمدخرات ..وتجريب الاسلحة وفرض الوصايا من أجل الحماية ..والمنطقة العربية هدف دائم وأصبح حق أصيل بالنسبة للدول الغربية التقسيم والسيطرة ...وما أسهل اختراق المنطقة بالطائفية الدينية ..وكانت النواة للتحرك... وقبل أن أتناول الطائفية الاسلامية والعنف الناتج عنها..لابد أن أشير ألي العنف الذي ارتكب باسم الأديان قبل الاسلام حتي لا يقنعنا الاعلام والغرب ومسيحي الشرق والغرب بأن الاسلام دين دموي ويهدد البشرية والعالم ،...وهذه اكبر مغالطة تتم مع الاسلام والمسلمين في عالمنا المعاصر...وإن ارتكب بعض المنتسبين الي الاسلام بعض الجرائم ...بتخطيط وسياسة غربية مسيحية في هذا السياق لا يجب أن ننسي الحروب الغربية والابادة البشرية بقنابل نووية ..او صناعة ازمات وفتن وحروب في المنطقة ..من صناعها اليسوا مسيحيين ..؟. فهل الدين الذي خطأ ام الافكار والاطماع..؟"ان هذه الحروب مخالفة لهدي الإنجيل المقدس والسيد المسيح رفض العنف والعدوان اذ قال للبابا الاول بطرس امير الحواريين "أغمد سيفك لان من يأخذ بالسيف بالسيف ايضا يهلك .." لماذا ترك الغرب الحرب الحقيقية ضد داعٍش بل هو الراعي الخفي لها ويدعمهالانها غيرت مسار الحرب من الهجوم عليهم الي الحرب فيما بين المسلمين ..وأقنعت البعض من الإسلاميين بانهم حماة الاسلام ودعمت افكارهم لكي ينتشروا وينتصروا في بعض الاوقات .. هل ننسي ثورات اليهود في القرنين الاول والثاني الثورة اليهودية الكبري ثورة الشتات وثورة باركجيلومرحلة للمذابح الخاصة..الحملات الصليبية وقتلهم الكثير من اليهود باسم إيمانهم المسيحي ..انها كانت اكبر كارثة سكانية لسكان اليهود في أوروبا حتي محرقة الهولوكوست والتي حدثت في أوروبا المسيحية والمتحضرة منذ ٧٠عاما فقط "الموسوعة الكاثولوكية ".لقد كانت الكنيسة الكاثولوكية عديمة الرحمة مع الاشخاص الذين يخترقون القانون الكنسي وكان يتم تعذيب وحرق الهراطقة علي الأوتاد .....استمرار اعمال العنف بين البروتستانت والكاثوليك في ايرلندا المسيحية حتي نهاية حتي نهاية القرن العشرين ...فالمسيحيون قتلوا اليهود لانهم ألقوا عليهم اللوم في انتشار الطاعون في القرون الوسطي والمذابح التي شجعت فيها الكنيسة الأرثوزكسية الروسية علي قتل اليهود غير المؤمنين ...وهناك الكثير من البلدان المسيحية التي طردت اليهود ....ولكم في يهود فلسطين العبرة والمثل ...اين الرحمة والعدل والسماحة في هذه الأفعال..؟اليس هذا بإرهاب....مسلمي بورما ...ومذابح الجيش الفرنسي في افريقياللمسلمين اليست بإرهاب وابادة للبشرية ....؟ هنا بالطبع لا اريد أن أقول الدين اليهودي او المسيحي دين عنف وارهاب ....بل اريد أن أقول منتسبي الدين اليهودي والمسيحي ليسوا باقل عنفا وتطرف عن منتسبي الدين الاسلامي ...لا يوجد دين عنف ....بل يوجد فكر عنف وتطرف ....في كل الأديان ....وتاريخ الانسان مع العنف متأصل وبدرجات متفاوتة....ولكن للاسف كل اتباع دين يرسمون صورة مثالية لأنفسهم ويجدون او يخلقون مبررات التي من هدفها تحريرهم من المسؤولية الشخصية. إن التراث العربي دائما ما يدعوا الي التسامح الديني مع المسيحيين ...سواء من سماحة الاسلام ودعوته لحسن معاملة اهل الملة ....او من اراء الفقهاء التي استمدت أحكامها من الدين والسلطة الحاكمة وهذا يفسر سبب اختلاف احكام الفقهاء في كل بلد. إن الأصول الاسلامية تخلوا من مظاهر التعصب تجاه المسيحيين ولكن علي الرغم من ذلك تحول المس يحيين العرب من ملة دينية الي طائفية اجتماعية الي أقلية سياسية وظفت توظيفا سياسيا خطيرا علي المنطقة ...!!! اذ يمكن القول أن التسامح الديني الاسلامي هو من أوجد الطائفية ؟ السياسة التي اتبعها العرب المسلمون منذ اول فتوحاتهم أعدت جماهير البلاد المفتوحة الي تقبل سلطانهم وهي سياسة كانت في ذاتها سبب فتحا في عالم الفكر والدين والتي كان اعتمادها علي "لا اكراه في الدين " اعتمدت علي حرية الاعتقاد والديانة في وقت كانت الشعوب من قبل تدين بدين السلاطين ..حيث يجبر الرعية علي اتباع دين سلطانهم وملوكهم ...فكان الدين الاسلامي يسمح لهم بحرية البقاء علي دينهم مع دفع الجزية والتي لم تعد صالحة الا لوقتها ظروف معينة حيث تضمن عدم ميل المسيحيين الي الطرف الاخر وهم اليهود لان حرب المسلمين لم تكن معهم بل مع اليهود وكانوا أقلية في مكة ...وبلاد الحجاز .... إن التسامح الديني ادي الي نشأة الدولة الاسلامية وفتوحاتها الاولي وعمل ذلك الي بلورة الطوائف المسيحية بدلا من اندثارها . لقد ظل التسامح هو قاعدة الحكم الاسلامي مظاهره تتسع في عصور القوة والازدها والاتصال بالشعوب الاخري ....أما مايحدث الان فهذا نتيجة الحكم الثيوقراطي والتي تستمد شرعيتها من مصدر الهي يفرض أن يكون الانتماء الاول للمرء الي دينه او طائفته وترتب فيه فئات الشعب حسب الانتماء وهذا يقضي علي فكرة التسامح والمساواة سواء في الشرق الاسلامي او الغرب المسيحي . طبعا نظام الملل والطائفية الدينية في الاسلام وخطورتها ..وكيف تم استغلالها من قبل الغرب ....ستكون محور مقالي القادم بأذن الله.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف