محمود سلطان
خيانة حلب.. لن تمر بردًا وسلامًا على العالم
تساءلت يوم أمس 20/12/2016، ما إذا كان ثمة علاقة بين جريمة الاعتداء على كنيسة العباسية وسقوط حلب في يد الديكتاتورية العلوية والجيش الإيراني والروسي، والجرائم التي ارتكبت فيها بحق المدنيين السنة؟! في مصر لا يريد أحد أن يسأل مثل هذا السؤال، رغم أنه غير مستبعد.. والكل ركز على "الإرهاب الإسلامي".. وترجيح احتمال أن تكون الجريمة رد فعل إخواني على تصفية ثلاث قيادات من الجماعة في صعيد مصر.. رغم أن التحقيقات الرسمية، قالت إن الإرهابي الذي ارتكب الجريمة، شاب "داعشي".. و"داعش" كما هو معلوم "تكفر" الإخوان المسلمين!.. فكيف ستنتقم لقتلاها؟! المدهش واللافت هذه المرة، أن الأقباط لم يهتفوا ـ ولأول مرة ـ ضد الإسلاميين ولا ضد الإخوان، ولكن ضد الدولة واعتدوا بالضرب والإهانة على رموزها من الإعلاميين.. في واحدة من المواقف التي تختزل في مغزاها، الكثير من التفاصيل والدلالات على نضج الوعي القبطي، وأن شماعة الإسلاميين لم تعد تقنعهم.. وأن دائرة الاشتباه تتسع وتتجاوز المتهم "المعلب" والجاهز لتلبيسه القضية. لا أحد يعرف حتى الآن كيف سقطت حلب الشرقية بهذه السهولة.. هل سلمت؟! أم تعرضت لـ"خيانة" ظهيرها الإقليمي بالتواطؤ مع الروس؟!. والمرجح في المحصلة النهائية أن الجميع "خان حلب".. والعالم كله "شريك" ضمني في محنتها الإنسانية والتي فاقت في قسوتها ووحشيتها ما سجله التاريخ من مآسٍ مشابهة. وقلت إن نارها سيكتوي بها الجميع: في الشرق "الخائن".. والغرب "المتواطئ".. ولم أستبعد أبدًا أن تكون عملية "الكرك" الأردنية، يوم 18/12/2016، والعباسية 11/12/2016.. وسلسلة العمليات الإرهابية التي وقعت في تركيا متزامنة مع جريمة العباسية.. لم أستبعد أن تكون جزءًا من حمم "حلب" المذبوحة من الوريد إلى الوريد. يوم أمس الأول 19/12/2016، لم يترك لنا ضابط الشرطة التركي الذي اغتال السفير الروسي، وقتًا للثرثرة والتحري عن الأسباب التي حملته على ارتكاب هذه الجريمة المروعة.. إذ خطب بعد إطلاق رصاصاته على السفير الروسي، وسط الحضور المذعورين وقال صراحة إنها "حلب"! السياسيون في الشرق والغرب، وضعوا شعوبهم وبلدانهم الآن، في مواجهة أسوأ موجة إرهاب غير تقليدية وأكثر وحشية ودموية.. عندما سكتوا على بشار وعلى ميليشياته وعصاباته الشيعية وعلى إيران وعلى روسيا وعلى حزب الله.. وتركوهم يذبحون مئات الآلاف من المدنيين السوريين، وتدمير مدن سوريا بالكامل.. وتحويل ملايين أخرى إلى لاجئين في كل بقاع الأرض. العالم الآن يحكمه سياسيون هم الأسوأ في التاريخ الإنساني.. هواة وأقل كفاءة ومجرمو حرب.. ويعملون بدأب على تدمير الحضارة.. والإنسان.. وينشرون البداوة والفوضى.. سياسيون بلا قلب وبلا رحمة.. ليسوا بشرًا وإنما وحوش ضارية.