الأهرام
شريف عابدين
فى المواجهة .. الثأر من «الدويلة» المارقة
إلى متى السكوت على هذه «الدويلة» المتضخمة ؟ إذا كنا نمتلك بالفعل الدليل الموثق على تورط قطر فى تفجير الكنيسة البطرسية وتآمرها على أمننا القومي, لماذا لا نجد رد الفعل المناسب والرادع ردا على العدوان؟
الموقف الرسمى «الناعم» الذى لا يتجاوز حدود بيان هنا أو هناك لوزارة الخارجية ردا على الحماقات القطرية, شجع بلدانا أخرى على التطاول أو محاولة التعامل الند بالند مع دولتنا التى تحتفظ بأياد بيضاء لا تنسى على الجميع مهما حاول هؤلاء محو الماضى أو التنصل منه.

ولا يجب الأخذ على بيان مجلس التعاون الخليجى الأخير لأنه انتصر للموقف القطرى ورفض الاتهامات المصرية للدوحة بالتورط فى حادث الكنيسة, فالوشائج والمصالح التى تربط دول الخليج وخصوصية العلاقات فيما بينها بصرف النظر عن الخلافات التاريخية بين بعض دولها تمنع هذا المجلس من أن ينصر دولة خارج عضويته «مصر» على دولة عضو حتى ولو كانت تمارس سياسات خرقاء تقسم الصف بدلا من توحيده.

ولماذا ننتظر الآخرين كى يعيدوا لنا حقا أو نوكل لهم حق الثأر لنا؟ هل تنقصنا الأذرع الطويلة القادرة على فرض كلمتنا وتلقين الدرس القاسي,القاصم لمن سولت له نفسه أو تراءى له فى أحلامه أن بإمكانه النيل من الشقيقة الكبرى التى علمته وطببته وحافظت على استقلاله؟

مادامت هذه الدويلة ومن يسير فى ركابها لاتعنيهم قصة الماضى وأفضاله عليهم, فقد قدموا لنا معروفا كى نتحلل مما كان يمسك أيدينا عن تأديب من كنا نعتبره شقيقا وأهلا بلعبة المصالح والقوة.

أعلم قدر احترام مصر لمبدأ عدم التدخل فى شئون الآخرين,لكن حكام تلك «الدويلة» المارقة بلغوا قمة التآمر وقطعوا طريق العودة ولابد من المعاملة بالمثل. نحن لا نسلك مسلك هؤلاء فى الإرهاب والترويع لكن ما أحرض عليه هو عمليات نوعية مثلا لاستعادة الإرهابيين الهاربين فى قطر ولا مجال هنا للحديث عن سيادة مثل هذه الدويلة التى تجاوزت كل الخطوط الحمراء. نحن لسنا بأقل من دول استخدمت سلاح العقوبات ضد دول تآمرت على أمنها ولنا فى أمريكا التى غزت بلدين مثالا وعبرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف