الجمهورية
احمد الشامى
ليس مجرد "سقوط طائرة"
بعد مرور سبعة أشهر أعلنت لجنة التحقيق في حادث طائرة مصر للطيران التي سقطت فوق مياه البحر الأبيض المتوسط خلال شهر مايو الماضي. عثورها علي مواد متفجرة علي بعض رفات عدد من ضحايا الحادث. وأفادت اللجنة في بيان أنها ابلغت النيابة. الغريب ان الرد الفرنسي جاء غير متوقع. إذ أتهم الأمين العام للاتحاد الوطني لضحايا الهجمات والحوادث الجماعية الفرنسي. ستيفان جيكيل. مصر بابتزاز باريس من خلال الاعتماد علي فرضية الهجوم الإرهابي علي الطائرة المصرية. ما أدي لمصرع ركابها ال 66 من بينهم 15 فرنسيا. وجاء اتهام جيكيل بعدما أثار تقرير الطبيب الشرعي المصري غضب فرنسا. فيما قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الجانب الفرنسي نفي احتمال حدوث ذلك متهما القاهرة بأنها تحاول أن تخفي فشلها في القيام بعمليات الصيانة الدورية المطلوبة للطائرة.
والسؤال الآن لماذا تغضب فرنسا من كشف الحقيقة؟ خصوصا أن هذا الاحتمال كان مرجحا منذ وقوع الحادث. وكان علي باريس بدلا من اتهامها السلطات المصرية بإهمال الصيانة الدورية للطائرة ما تسبب في سقوطها ان تقر بما توصلت إليه لجنة التحقيق. لأن شركة مصر للطيران لديها أكفأ المهندسين المدربين الذين لا يكفون عن الاطمئنان علي جميع الطائرات سواء التابعة لها أو غيرها ولا تغادر أي طائرة مطار القاهرة إلا بعد التأكد من صيانة أجهزتها بنسبة 100% ومن الطبيعي أن يزيد هذا الاهتمام في حال كانت الطائرة تابعة للشركة. إذ من المستحيل أن تزعم مصر سقوط الطائرة بعمل إرهابي دون أن يكون لديها أدلة علي ذلك. ولذا علي فرنسا الآن أن تفحص منظومة الأمن في مطار شارل ديجول. للتوصل إلي الثغرات التي أدت إلي وصول هذه القنبلة إلي الطائرة ودفع تعويضات الضحايا بدلا من توجيه الاتهامات لمصر.
وأقول لكم إن سقوط الطائرة الروسية أو الفرنسية ¢ليس مجرد سقوط طائرة¢ لكنها سلسلة من المؤامرات المتتالية علي مصر للإضرار باقتصادها. بعد ضرب السياحة وتراجع تحويلات المصريين في الخارج وإيرادات قناة السويس. فضلا عن تنفيذ تنظيم الاخوان العديد من العمليات الإرهابية وآخرها تفجير الكنيسة البطرسية لزعزعة الاستقرار للتأثير علي القرار المصري وزيادة الأزمات الداخلية عن طريق التأثير علي الاستثمارات وتهريبها للخارج. وأري أن علي فرنسا أن تستمع لكلام العقل ولا تتجاهل تقرير لجنة التحقيق للتهرب من مسئوليتها وتسعي للقبض علي الجناة. بدلا من توجيه الاتهامات لمصر خصوصا أن العلاقات بين البلدين متينة وتمكنت من مواجهة التحديات وتوحدت إرادتهما لمواجهة الإرهاب المتوحش في الشرق الأوسط. وعلي المسئولين الفرنسيين أن يكونوا أكثر هدوءا لتتضح الرؤي أمامهم وتفهم طبيعة الحادث لاتخاذ القرار الصائب حتي لا تقع باريس في أخطاء ربما تكلفها الكثير وتشعر بعدها بالندم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف