أوضاع العالم العربي تشغلني كثيراً. أخاف علي العرب وعلي وجودهم وحضارتهم. لكنهم لا يخافون علي أنفسهم. أتأمل ما يجري في هذه المنطقة الجغرافية الفسيحة من العالم وأتساءل لماذا يزداد البلاء؟ كيف تحولت هذه المنطقة العربية إلي ساحة للطائفية والكراهية والحروب والقتل وسفك الدماء؟ ما السبب - ياتري - هل السبب مؤامرة خارجية حبكها الاعداء والكارهون والحاقدون بمهارة وصاغوها بعناية والقوا بها في هذه المنطقة فتقبلها العقل العربي والإسلامي الضعيف وراح ينفذها بحماسة لا نظير لها بل ويحسد عليها؟ أم أن السبب هو الاستبداد السياسي والظلم الاقتصادي والفساد التعليمي السييء "أيها المستبدون لماذا تغتصبون العروش وتعضون.. عليها بالنواجز وتشعلون التعصب والفتن والانقسام وتحيلون بلادكم إلي دماء وأشلاء؟.
قد يقول لي قائل: "لا تقلق" هكذا حال الإنسان في كل المعمورة عبر التاريخ.. ألم تقرأ في سورة البقرة "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك"؟ ويقول الحق ايضا بعد خروج آم وزوجه من الجنة "وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين".
انظر إلي التاريخ القريب ألم تندلع حربان عالميتان في أوروبا دمرت المدن وقضت علي الملايين؟ وإذا كنت تظن أن أوروبا وصلت إلي النضج العقلي والسياسي الكامل فانظر إلي أوروبا اليوم حيث يتصاعد اليمين المتطرف وهذا يعني التعصب الديني واللاديني والتعصب الاقتصادي وكراهية الآخر.
إن ما يجري في العالم العربي هو صراع سياسي من أجل السلطة والمال ومطامع الدنيا لكن المؤسف أن كل طرف يحاول تحقيق مطامعه باسم الدين والدين منكم براء.. أيها المسلمون استيقظوا وثوبوا إلي رشدكم لقد سقطتم من عين الله ولم تعودوا خير أمة اخرجت للناس.