محمد نور الدين
¢رد الفعل¢.. خسائر وأوجاع
مهما اشتدت التحديات.. وتوالت الضربات الموجعة.. ستظل مصر من الأقوياء.. تواجه بصلابة. تحارب ببسالة من أجل عبور النفق المظلم وتجاوز المحن.. والوصول إلي رحاب الأمان والاستقرار.
انها حقيقة دامغة.. طالما بقي الشعب علي تلاحمه وصموده.. وظل علي العهد مدعما ومساندا لجيشه وشرطته وقياداته.. مدركا أن الطريق وعر. والمهام شاقة. والتضحيات غالية.. لكن النجاح أكيد.. والانتصار قادم.. إن آجلا أو عاجلا.. بإذنه سبحانه وتعالي.
آجلا.. ان استمرت سياسة ردود الفعل.. توجه بوصلة الحكومة.. وتتحكم في قراراتها.. وعاجلا.. ان تغيرت وتطورت تلك السياسة.. وصارت تمتلك زمام المبادرة.. وتعتمد علي رؤية مستقبلية. وخطوات استباقية.. تختصر الطريق.. وتقلل من خسائر الضربات الموجعة.!
سياسة ¢رد الفعل¢ الحكومية.. ظهرت بوضوح في معالجتها لحادث الكنيسة البطرسية.. فقد أقدمت علي تغيير الخطط الأمنية في حماية المنشآت ودور العبادة بعد سقوط أكثر من 70 ضحية بين قتيل وجريح.. وخطت سريعا نحو تعديل قانون الإجراءات الجنائية بهدف القصاص العاجل والعادل من الآثمين والمعتدين.. بعد طول انتظار دام سنوات.!
في مواجهة ظاهرة الفوضي الاعلامية.. انتهجت نفس السياسة.. حيث تركت الساحة علي مصراعيها أمام المشككين والمتلونين.. وبعد أن انتشرت المهاترات والافتراءات وأصيب المناخ بالضبابية.. سارعت بإصدار قانون الإعلام الموحد.. لانقاذ ما يمكن انقاذه.!
انتظرت طويلا.. حتي اندلعت نار الأسعار.. واختفت الكثير من السلع.. والآن تحاول مواجهة المحتكرين والمتلاعبين بأقوات الشعب.. ومازالت حملات المتابعة والرقابة لم تسفر عن أي جديد.. بينما ¢الغلبان¢ يئن ويعاني..!
مع قطر.. التزمت بسياسة ¢ضبط النفس¢ أكثر من اللازم.. رغم التأكد من أنها الداعم والممول الرئيسي للخطط التآمرية وعمليات الإرهاب الخسيس.. ويكفي أن كل بيانات وإجراءات الخارجية المصرية.. تأتي ردا علي سلوكيات مشينة للنظام القطري ضد مصالح مصر القومية.!
ان التمسك بالمبادئ والأعراف لا يمنع ابدا تأديب ومعاقبة كل من يتآمر علي مصالح المصريين.. وأن ثبات المواقف لا يحول دون اتخاذ زمام المبادرة.. وإصدار قرارات صارمة.. بعد قراءة جيدة لمقدمات وشواهد تتعلق بقضايا تمس أمن مصر.. كما أن احترام المواثيق والعهود.. لا يعني اطلاقا.. التغافل والتهاون.. انتظارا لشهادة ¢حسن سير وسلوك¢ أو ¢صك رضا¢.. من المنظمات الدولية ذات المعايير المزدوجة..!
لقد وضح أن ¢رد الفعل¢.. ينهك القوي.. وخسائره أكبر وأفدح.. وانه من الأفضل اقتناص زمام ¢المبادرة¢.. خاصة انه يوفر العناء والمشقة.. ويتفادي الكثير من الضربات الموجعة.. ويحقق النتائج المرجوة من أقصر طريق وفي أسرع وقت.. ويصون الهيبة والريادة والمكانة.. للدولة المصرية.