الجمهورية
يسرى السيد
اللي حضر العفريت يصرفه !!
من خلق الوحش لابد أن يقع يوما تحت أنيابه؟.. حكمة قديمة لا يستفيد منها أحد.. في الثمانينيات والتسعينيات خلق الأمريكان تنظيم القاعدة كي يحاربوا السوفييت في أفغانستان ولم يدركوا ان هذا الوحش سيكسر هيبتهم في 11 سبتمبر كما قال الأمريكان أنفسهم.. أخرجهم السادات من سجون وحصار عبدالناصر لهم.. أعطاهم الأمان كل يضرب بهم شوكة الناصريين والشيوعيين فانقضوا عليه وقتلوه يوم الاحتفال بنصره في 6 أكتوبر ..1981 وفي التسعينيات عادوا للمشهد بعد غياب وكانوا أكثر ضراوة وحدثت مذبحة الأقصر ومنذ ذلك الحين حذرت مصر من يحركهم بأن النار التي يشعلونها في مصر والعالم العربي سوف تمتد إليهم.. لم يسمعوا واستمروا في مسلسلهم في محاولة احراق المنطقة وحفروا بسيناريوهاتهم بحارا من الدم في الجزائر وبعدها أشعلوا الحرائق في العراق وسوريا واليمن وظنوا أنهم سيكونون بمنأي عن الحريق.
لم يقتنعوا حتي الان رغم ظهور الوحش برأسه في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبلجيكا.. الخ والبقية تأتي.. لكن الغريب ان الغرب لم يفهم حتي الآن الدرس.. الوحش يتمدد.. تتغير صوره من القاعدة إلي داعش مرورا بالنصرة وبيت المقدس.. الخ وحمامات الدم تتزايد ولا يفهمون.. خنقوا القاعدة وداعش وما بينهم ولا يعرفون ان ما صنعوه بأيديهم سيكتوون بناره.. أما نحن فالثمن ندفعه فادحا.
* والله يرحمك يا عم صلاح جاهين: مرغم عليك يا صبح مغصوب يا ليل.. لادخلتها برجليا ولا كانلي ميل.. وفي مصر الوضع مختلف.. نعم ظروفنا الاقتصادية صعبة لكن الفراعنة يفعلون المستحيل ولم يسلموا أحداً كلمة السر.. ليس لدينا رفاهية التشاؤم لأن طريقه اتجاه واحد فقط نحو الهاوية.
* تقدموا.. كل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم.. تقدموا.. يموت منا الطفل والشيخ.. ولا يستسلم.. وتسقط الأم علي أبنائها القتلي.. ولا تستسلم.. تقدموا!!
لم أجد إلا قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم التي كتبها ضد جحافل العدو الصهيوني كي اتخاذها مرتكزا لمواجهة جحافل التتار الجدد كما بدأ - الأسبوع الماضي .. لماذا؟.. لأنني لا أجد فارقا يذكر بينهم وبين الصهاينة.. لا أجد فارقا بينهم وبين المحتلين الذين يقتلون أهل أي بلد حتي يحتلوها.. لكن الفارق بينهم أن مستعمر الأمس كان يقاتل جيوش البلاد التي يحاول احتلالها دون أن يدمر المباني ويحرق الأخضر واليابس ويسفك دماء العزل مثلما يفعلون هم الآن في العراق وسوريا ويحاولون في مصر.
ولأنهم مصرون علي وضع أصابعهم في آذانهم لتحقيق أغراض الإرهابيين تحت زعم ديمقراطية يرسمونها علي حسب أهوائهم ولا علاقة لها بمصائر الشعوب الحقيقية فقد بدأوا يجنون العلقم ويكفي ان أذكر ما قاله قاتل السفير الروسي في تركيا فقد ظهر الضابط مولود ميرت "ألتن تاش" لحظة قتله مرددا هتافات "الله أكبر ونحن أبناء محمد".
لا أعرف علي ماذا يكبر؟.. ومن منحهم حق بنوة نبينا محمد بمفردهم؟.. فهل أمرنا نبينا بالقتل وهل أمرنا خالقنا بقتل من نختلف معه؟.. وأي شريعة تبيح قتل الرسل والسفراء والضيوف والعزل والشيوخ والنساء والأطفال ولم نسمع حتي الآن صيحات اتهام تركيا بالتقصير الأمني كما قالوا لنا خاصة وان المجرم ينتمي لشرطة أردوغان.. يعني شرطته إرهابية مثلما هو حاله بالمنطقة.
أما نحن لنا الله ومن أراد مصر وأهلها بسوء حدث له ما نراه وأوقعه في شر أعماله.. سوف نرجمكم بالحجارة في كل مكان مثلما نرجم الشيطان في مني وعرفات وسيجعل الله "كيدهم في تضليل " والحجارة لن تكون في أيدينا فقط ولكن ستكون في حوزة "طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل" وسيجعلهم الله "كعصف مأكول".
* "وراء كل حجر.... كف.... وخلف كل عشبة.... حتف.... وبعد كل جثة.... فخ جميل محكم.... وان نجت ساق.... يظل ساعد ومعصم.... تقدموا.... كل سماء فوقكم جهنم.... وكل أرض تحتكم جهنم.... تقدموا.... تقدموا".
بأي شرع تقتلون.. بأي قرآن تؤمنون.. بأي صلاة تصلون.. والله أكبر مما تفعلون.
* "حرامكم محلل.... حلالكم محرم.... تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم.... وصوبوا بدقة لا ترحموا.... وسددوا للرحم..... ان نطفة من دمنا تضطرم.... تقدموا.... كيف اشتهيتم.... واقتلوا.... قاتلكم مبرأ.... قتيلنا منهم.... تقدموا.... تقدموا.....".
لسنا بالأغبياء.. نفهمكم وتفهموننا... تطلقون من هنا وهناك صيحات الاستغاثة وتطلبون الصفح في مبادرات صلح مشبوهة لأنكم تدركون أن مكانكم بيننا نتيجة بحث الصور عن حزام ناسف حفرتموه لهوة عميقة لا تقدر علي ردمها السنين لأن نقاط الدم تحولت فيها لبحار ومحيطات ومازال يدفعكم الغباء لمزيد من الحمق والدم.
نعمان جلال وهوية مصر
الصديق السفير د.محمد نعمان جلال الذي تقلد العديد من المناصب الدبلوماسية لسنوات طويلة منها سفير مصر الأسبق في الصين والهند وباكستان والعديد من العواصم الأجنبية ومندوب مصر في الجامعات العربية ووفد مصر في الأمم المتحدة مشغول منذ فترة بالهوية المصرية والتحولات والعوامل التي أثرت وتؤثر في الشخصية المصرية وله مؤلف مهم عنها احتفلت به جمعية العاملين بالأمم المتحدة بالقاهرة ونظمت له محاضرة استضافها المجلس الأعلي للثقافة مساء الاثنين الماضي وادارها د.علي سليمان وحضرها لفيف من الدبلوماسيين والسفراء ورجال القانون والكتاب والصحفيين.. اللقاء ناقش بعمق الرياح التي تحاول النيل من الشخصية المصرية التي تستمد خصائصها من الدوائر الفرعونية والمسيحية والعربية والإسلامية والبحر متوسطية.. وأهمية المحاضرة انها تأتي في لحظة فارقة للهوية المصرية والعربية والإسلامية.. كانت الندوة فرصة للحوار حول أزمة التربية والتعليم والاقتصاد والقوة العسكرية والأصولية الدينية.. الخ من موضوعات تصلح كمحاور للنقاش في مؤتمرات موسعة أتمني أن ينظمها المجلس الأعلي للثقافة.. شكرا للدكتور نعمان أحد المتخصصين القلائل في العلاقات المصرية - الصينية علي وجه الخصوص وشرق آسيا علي وجه العموم ولا أعرف لماذا لا نستفيد منه ونحن ندخل الحقبة الصينية بل ويدخلها معنا العالم رغم أنفه أحيانا!!
مترو الأنفاق يا وزير الداخلية
حذرت وأحذر من التراخي ولن أقول التقصير والاهمال في الإجراءات الأمنية في بعض محطات مترو الأنفاق رغم توفير البوابات الالكترونية ووجود بعض أفراد الأمن لمراقبة شاشات الكمبيوتر الملحقة بهذه البوابات وحتي لا يكون الكلام مرسلا والاتهامات بلا سند علي أرض الواقع.. أهدي لوزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار هذه الواقعة التي تؤكد ان الجهود الكبيرة التي يقوم بها مع غالبية ضباط الداخلية وجنودها قد يدمرها تصرف بسيط ولو بحسن نية وقد نحصد منه المر.. في الحادية عشرة إلا عشرة من صباح الثلاثاء 13 ديسمبر الحالي وفي البوابة الموجودة في الاتجاه إلي التحرير في محطة مترو سعد زغلول فوجئت برجل يرتدي الملابس المدنية يمر بعيدا عن جهاز تفتيش الحقائب و"يصبح" علي أمين الشرطة ويتبادلان التحية.. تقدمت لأمين الشرطة قائلا: لماذا لا يمر هذا الرجل من البوابة الالكترونية ولماذا لا يضع حقيبته في جهاز الكشف عن الممنوعات أو المتفجرات.. رد بهدوء: ده زميلي وعارفه.. قلت: وهل هناك ما يشينه مادام يحمل حقيبة أو داخل إلي الرصيف أن يضعها في جهاز الكشف عن المفرقعات.. رد: ده زميلي وأنا واثق فيه!!..قلت له: هل هناك شيء في الإجراءات الأمنية اسمه أنا واثق فيه.. أشاح بوجهه عني وكأنني أقول شيئا غريبا.. رددت عليه: تعرف لو أخوك معه حقيبة ودخل المترو لازم يمر من البوابات الالكترونية انطلاقا من مهمتك في الحفاظ علينا.. شعرت أنني أؤذن في مالطة.. بصراحة نتيجة بحث الصور عن بوابات إلكترونية مترو تأكدت ان الأمر أكبر من مجرد التعليمات.. لابد من رقابة صارمة علي من ينفذ الإجراءات الأمنية لأن النار تنطلق من مستصغر الشرر.. لم يصل لهؤلاء الصور التي نشرت لرئيس الوزراء في مطار شرم الشيخ وهو يخضع للتفتيش والتصوير حتي يرسل لنا جميعا ان أمننا يستحق منا جميعا الخضوع لإجراءات التفتيش والتأمين حتي نشعر جميعا بالأمان ولا فارق بين وزير وغفير ورئيس وزراء.. لابد أن يدرك الجميع أن أمننا جميعا غير مرهون ببعض الثقة التي يمكن هزها بخلايا نائمة أو عناصر مندسة قد ترتدي زيا بوليسيا أو غيره ولا ينفع وقتها الندم.. نحن في حالة حرب والحرب لها كلمة سر والتأمين والأمن هو كلمة سر ولابد ان نعرفها جميعا ونحفظها وننفذها عن ظهر قلب.. وعلي فكرة عبر عن ذلك المثل الشعبي الشهير "بيت المهمل اتخرب قبل بيت الظالم".. ومصر الآن لا تحتمل مثل هذا الاهمال أو الثقة المفرطة في وقت لابد أن نعد فيه أصابعنا ونفتش داخلنا وننام ونحن نفتح أعيننا لأن العدو ساكن معنا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف