المساء
طارق مراد
هاتريك .. مرتضي منصور .. والعدالة في الملاعب


حالة من التخبط والحيرة والتضارب في القرارات والتصريحات الصادرة عن اتحاد كرة القدم بسبب قضية أزمة التحكيم وما يتردد حول قيام رضا البلتاجي رئيس اللجنة الرئيسية للحكام باستقالته وتولي عصام عبدالفتاح عضو مجلس إدارة الجبلاية المسئولية خلفا له.. وفي المقابل نجد أن رئيس الجبلاية المهندس هاني أبوريدة يعلن عن انه فوجيء بالاستقالة.. وفي المقابل ينفي عصام عبدالفتاح توليه المسئولية معلنا ان هناك اجتماعا طارئا لمجلس إدارة الاتحاد الأسبوع القادم لبحث أزمة الحكام وكيفية علاجها والخروج منها بأقل الخسائر وبما يضمن تطور الأداء في المرحلة القادمة للعبور بمسابقة الدوري العام لبر الأمان.. علما بأن كلاً من المهندس هاني أبوريدة وعصام عبدالفتاح بل وخبراء اللعبة اتفقوا علي ان التحكيم يواجه أزمة فعلية وأن هناك تراجعا في أداء ومستوي الحكام في مباريات الدوري تمثل في ارتكاب أخطاء فادحة وقرارات عكسية ساهمت في تغيير العديد من نتائج المباريات.. وهنا جاءت ثورة نادي الزمالك بقيادة المستشار مرتضي منصور الرئيس التاريخي للنادي وصانع عصره الذهبي بمثابة رد فعلي طبيعي إلي الحد الذي دفعه للتهديد بالانسحاب من الدوري نتيجة تلك الأخطاء الفادحة والمفضوحة والتي اتسمت أحيانا بالمجاملة.. وكان لهذا الموقف الحازم وتلك الثورة البيضاء علي الحكام مناصرون.. ومؤيدون حينما أعلن أكثر من خمسة أندية يتقدمها النادي الإسماعيلي أحد أضلاع مثلث القمة للكرة المصرية تضامنها مع الزمالك واقدامها علي نفس خطوة الانسحاب بعد ان فاض بها الكيل من تلك الأخطاء الفادحة.. وهنا قام اتحاد كرة القدم باتخاذ العديد من التدابير لانقاذ بطولة الدوري العام من الانهيار وكان من أبرزها ايقاف الحكم الدولي إبراهيم نور الدين.. وكان من بين مطالب تلك الأندية التي أعلنت تضامنها مع قضية الزمالك رحيل رضا البلتاجي ولعلنا نتفق ان تلك الثورة علي مهازل التحكيم قد جنت ثمارها بعد أن تقلصت أخطاء الحكام في المباريات التالية بنسبة كبيرة تصل إلي 90% حتي ان الخبراء لأول مرة هذا الموسم شاهدناهم يشيدون بأداء الحكام ونجاحهم في تحقيق العدالة في الملعب دون النظر لاسم النادي سواء كان صغيرا أو كبيرا.. وكان هذا هو الهدف الذي قام المستشار مرتضي منصور من أجله بثورته ألا وهو تحقيق العدالة في الملاعب الخضراء وأن يتعامل قضاة الملاعب بأعلي درجات التركيز واليقظة والحيادية وهم يتخذون قراراتهم ويطلقون صافراتهم والمثير للدهشة والأسف معا انه في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات تطالب فيه بتصحيح مسار الحكام خرج علينا النادي الأهلي ببيان غريب وكأنه يسبح ضد التيار يعلن فيه رفضه الضغط علي الحكام.. ولا أدري لماذا أقحم نفسه في تلك الأزمة والدخول طرفا فيما يتردد حول استقالة.. أو اقالة رضا البلتاجي.. ولكن إذا "عرف السبب بطل العجب" فالأهلي مازال يحظي بدعم ومجاملة الحكام حتي بعد انصلاح حال الحكام في الفترة الأخيرة ولعل الاحتجاج الرسمي الذي تقدم به النادي المصري البورسعيدي حكم مباراته الأخيرة مع الأهلي جهاد جريشة لتغاضيه عن عدم احتساب ضربتي جزاء لصالح النادي المصري بواقع واحدة في كل شوط يفسر لنا الأسباب التي دفعت النادي الأهلي لاقحام نفسه طرفا في أزمة البلتاجي.. وأعتقد أن المستشار مرتضي منصور قبطان سفينة الزمالك البيضاء والتي قادها ببراعة لبر الاستقرار والبطولات يستحق كل التحية والتقدير علي تصديه بشجاعة الرجال لمهازل التحكيم.. وها هي أندية مسابقة الدوري تجني ثمار هذه الوقفة الحاسمة ضد أخطاء التحكيم الفادحة والتي طالت وصرخ منها جميع الأندية ومازالت تنتظر المزيد من التطور في الأداء التحكيمي وتحقيق العدالة الكاملة في الملاعب سواء استمر البلتاجي أو تولي عصام فالمهم أن يكون هناك تقييم فعلي للحكام وأن يتم تعيين الحكام بناء علي هذا التقييم ومستوي الأداء في المباريات السابقة واختيار الحكم المناسب وأن يتم توحيد القرارات فيما بينهم حول العديد من الأخطاء التي تحدث في المباريات .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف