سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. التحكيم.. والتحطيم في منظومتنا الكروية
من جديد أطلت أزمة لجنة الحكام الرئيسية بعد أن كشف رئيسها البلتاجي أنه استقال لأنه تلقي تهديدات من رئيس الزمالك.. وأن ضغوطاً غير معلنة تمارس عليه من مجلس إدارة الاتحاد لإجباره علي هذه الاستقالة إرضاء لمن افتعلوا هذه الأزمة من البداية.. وبعد أن تصورنا أن الحكمة وصوت العقل كان لهما الكلمة العليا في الاجتماع الاستثنائي الذي عقد قبل أسبوعين في اتحاد الكرة وجلس فيه رئيس الزمالك علي المنصة مع رئيس اتحاد الكرة وأكد الجميع ثقتهم في التحكيم واللجنة الرئيسية.. ولكن ثبت أن ما كان يجري أمام الكاميرات شيء وما يتم التخطيط له شيء آخر.. بدليل الإعلان عن قبول استقالة البلتاجي دون تحقيق عن أسباب هذه الاستقالة.. خاصة أنه سرب للإعلام أسبابها.. وهي أسباب مهنية لكل منظومة الكرة المصرية.. وتخلق أجواء خطيرة عليها بأن تتحول مسابقة الدوري بل وكل مسابقات اتحاد الكرة إلي مسرحية هزيلة نتائجها معروفة مسبقاً وفق مواءمات ومجاملات هنا وهناك بعد أن أصبح قضاة الملاعب بلا حماية وظهورهم مكشوفة لكل من يريد أن يهينهم ويطعنهم في عدالتهم.. وبغض النظر عن اعتراض الأهلي -رسمياً- علي قبول استقبال البلتاجي وتضامن أندية أخري مع موقفه من رفض الاستقالة.. إلا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة أصبح في موقف لا يحسد عليه في هذه الأزمة الحقيقية.. وهو مجلس نتعشم فيه كثيراً أن يعيد للكرة المصرية انضباطها وقوتها وعافيتها بما يضمه من اسماء كبيرة ومحترمة.. إلا أن التوفيق قد خانه في الأزمة.. وكان يجب أن يكون مدركاً لأبعادها من البداية ويثبت قوته بالتحقيق في الأسباب المعلنة من البلتاجي قبل أن يتورط في قرار قبول الاستقالة.. لأن وجود البلتاجي أو أي شخص آخر علي رأس لجنة التحكيم ليس هو مربط الفرس.. ولكن التشكيك فيمن يتولي هذه المسئولية مع قضاة الملاعب لابد أن يكون محل ثقة الجميع ومجلس الإدارة وليس لشخص بعينه.. لأن المسألة بهذه الصورة تولد خللاً خطيراً في عدالة المنافسة.. وتدميراً لأهم عنصر من عناصر اللعبة وهو التحكيم الذي يتعرض للتحطيم.