جريدة روزاليوسف
د. حماد عبد الله حماد
مجلس النواب.. والشعب
هل هناك صلة بين الشعب ونوابه (المنتخبون) فى البرلمان المصرى؟ هل فعلا هناك أى ارتباط سواء تأدية خدمات كما كان الحال أيام مجلس الشعب فى «عصر مبارك»، واختراع النادى السياسى فى الحزب الوطنى (المنحل) فى المبنى الذى هدمه (إبراهيم محلب) لكى يقضى على «وثن من أوثان العبودية»! أوثان الفساد! أو أوثان ما قبل 25 يناير 2011! وكأننا بهدمه قد حققنا الحرية والعدالة، وحققنا الشفافية، وحققنا أهداف الثورة، سواء كانت نداءات يوم 25 يناير حتى 28 يناير 2011! أو نداءات 30 يونيو حتى 3 يوليو 2013! كله هراء، المهم نعود إلى اختراع «النادى السياسى» الذى اخترعه المرحوم «كمال الشاذلى» وزير مجلسى الشعب والشورى الأسبق، وكذلك الدكتور يوسف والى (أطال الله عمره) أمين عام الحزب الوطنى المنحل (الأسبق)! وكان الهدف من هذا «النادى السياسى» الذى يعقد مرة فى الأسبوع فى قاعات المبنى (الذى تم هدمه) وهو فى الأصل مبنى (الاتحاد الاشتراكى واللجنة المركزية)! هذا النادى كان لإتمام تأدية الخدمات لـ«نواب الشعب» الذين يحملون طلبات ناخبيهم فى القرى والمراكز والنجوع، لكى يحصلوا على تأشيرات الوزراء والحكومة، حتى يتفرغ مجلس الشعب (الأسبق) فى تأدية مهامه تحت قيادة «المحنك السياسى» القدير الأستاذ الدكتور «فتحى سرور» وحتى أيام المرحوم الأستاذ الدكتور «رفعت المحجوب» وغيرهما، كان النواب رغم ما يقال عنهم، ورغم ما أتصفوا به، إلا أن هناك كان أداء حكومى وسياسى (ملعوب)، ويلعبه (معلمون) أو (معلمين)! وكان التليفزيون يوجز ما ينقله إلى الشعب لكى يرتبط الشعب بالبرلمان، ويرى نوابه تحت القبة. وكان فى أيام أخرى ينقل التليفزيون مباشرة على قناة النيل قبل أن تخرج إلينا قناة الشعب، كل الجلسات، ولا خوف ولا حياء! وفى عصر الإخوان (الهباب) أيضا جاء مجلس الشورى أو ما يعرف (بالنواب اليوم) لكى ينقل «فضائحهم على الهواء»، كتأدية «الآذان للعصر أو الظهر» فى حرم المجلس، وتحت القبة ووقوف النائب السلفى (ممدوح أى حاجة) ! لكى يقيم الصلاة بحذائه وردائه، وربما دون وضوء، المهم أن يفعل شيئًا شاذًا! وكان من أهم أسباب السقوط السريع للإخوان هذه الصور المنقولة للشعب الذى وجد نفسه «قاب قوسين أو أدنى» اختفاء سمات مصر العظمى وظهور شىء يشبه (كابول) بأفغانستان الحرة. وأن النظام لا يفرق كثيرا عما هو فى حكمه وحكم الإخوان فى مصر (طالبان)، وكانت إحدى السوءات التى قادت الشعب إلى الخروج والرفض هذه الصور السيئة لنواب الشعب فى البرلمان! فهل يخاف «الدكتور على عبد العال» رئيس مجلس النواب اليوم، من مشهد مماثل؟! هل هذا المجلس مرتبط بمشاكل المواطنين كمشكلة «علاقة المالك والمستأجر»، وتحرير العلاقة بينهما! وإلغاء تأييد العلاقات التجارية والإيجارية وإنهاء عصر من «العوار الدستورى» والوطنى و«العوار الدينى»، إحقاقا للعدل والحق بين أفراد الشعب المصرى! هل هذا المجلس مهموم بمشاكل المصريين؟ أشك شكا عظيما فى ذلك! وإلا ليتركوا التليفزيون ينقل لنا على الهواء ماذا يفعل هؤلاء النواب المحترمون فى الخفاء!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف