الجمهورية
شكرى القاضى
ذاكرة الأمة .. "التجربة العراقية".. والحصار الاقتصادي
** من الأهمية بمكان استدعاء التاريخ في تلك الفترات العصيبة التي تمر بها الأمة المصرية. فالأزمة الاقتصادية الحالية والأزمة المائية القادمة. نتيجة طبيعية لمقدمات تاريخية. وعندما تناولت "بروتوكولات حكماء صهيون" في عدة مقالات في هذا المكان. فقد أردت تنبيه الأذهان إلي الأخطار المحدقة بأرض الكنانة. فالصهاينة ماضون في تنفيذ مخططاتهم بثقة شديدة. لا يتوانون عن تدمير أي مشروع عربي أو إسلامي قد يحول دون تحقيق السيناريو الصهيوني المكتوب منذ نهايات القرن التاسع عشر وجار تنفيذه حتي الآن. ولكي لا نذهب بعيداً. دعونا نسترجع ما ذكره "شيمون بيريز" في كتابه الصادر في تسعينيات القرن الماضي. حيث عرض تصوره لنظام اقليمي جديد لضمان تحقيق الأمن والأزدهار الاقتصادي بالمنطقة في ضوء السلام مع إسرائيل. وأشار الصهيوني الداهية مبكراً إلي مشكلة نقص المياه التي ستواجه الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين الذي نعيشه الآن معتبراً أن نقص المياه الخطر الأكبر الذي سيواجه المنطقة بأسرها وسيدفع كل شعوبها للتعاون. قائلا: انتظروا اليوم الذي يُحارب فيه العرب جنباً إلي جنب مع إسرائيل في معركة من أجل المياه..!!
** وفي مقالة بعنوان "الشرق الأوسط الجديد والحرب بالوكالة" أشار الكاتب الصحفي أيمن سلامة إلي كتاب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست المتخصص في شئون الشرق الأوسط بعنوان "البندقية وغصن الزيتون" الذي كشف فيه عن المخطط الصهيوأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط في أعقاب الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003. مشيرا إلي نص حرفي للكاتب علي النحو التالي: "إن عملية إضعاف الجيوش العربية في سوريا والعراق ولبنان تمثل هدفاً قصير المدي. ولسوف تنقسم سوريا إلي عدة دويلات علي أساس خطوط بينها العرقية والطائفية. ونتيجة لذلك تقوم دولة علوية. كما سيكون إقليم حلب دويلة سُنية. وبينهما دويلة شيعية. أما العراق ففيه كل أنواع المواجهات الداخلية. وسوف ينقسم إلي ثلاث دول أو أكثر. فثمة دولة للاكراد وأخري للسُنة وثالثة للشيعة".!!
ومن الأهمية بمكان - أيضاً الربط بين ما جاء في كتابي شيمون بيريز وديفيد هيرست من ناحية وتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية الاسبق الآنسة كونداليزا رايس في عام 2006 عندما تحدثت عن ولادة الشرق الأوسط الجديد. عقب حالة عامة ستحدث في المنطقة. فيما بعد عام 2010 أطلقت عليها اسم "الفوضي الخلاقة" فالوزيرة الأمريكية لم تكن تقرأ الكف أو تتنبأ بالغيب وقتذاك. ولكنها كانت تشير إلي أجندة سياسية قابلة للتنفيذ في قلب العالم العربي. حيث بدأ تنفيذ خطة التقسيم فعلياً علي الأرض عام 2013 بالظهور المفاجيء لدولة "داعش" والتي تمددت في مناطق عدة من سوريا والعراق تحت سمع وبصر الولايات المتحدة وبواسطة الأسلحة الأمريكية الحديثة..!
** آخر الكلام:
مصر العظيمة بتاريخها المديد وشعبها الصابر المثابر قادرة علي تجاوز المحن والأزمات. والتعامل مع قيود الاتفاقيات ونصوص المعاهدات. ومن ثم يمكنها التعامل مع الأزمة الاقتصادية الآنية دون الخروج علي النص. وذلك باستلهام "التجربة العراقية" أثناء سنوات الحصار الاقتصادي للعراق من قبل قوات التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة ما بين عامي "1990 2003" حيث استطاع الشعب العربي العراقي الصمود في مواجهة الحصار الجائر والصارم. وذلك بخطة بسيطة تتلخص في فصل السوق المحلية عن العالم الخارجي عن طريق تفعيل العملة المحلية من ناحية والتحكم في الأسعار عبر آلية حازمة للدعم الحكومي ومقننات المنظومة التموينية دون النظر إلي ارتفاع أو انخفاض سعر الدولار. الأمر الذي ترتب عليه توفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية. ومصر تستطيع أيضا التغلب علي أزمتها الاقتصادية بإعادة هيكلة النظام الضريبي جذرياً وإدخال شرائح جديدة من الدخول والثروات للمنظومة الضريبية. وإذا ما توفرت الارادة السياسية الناجزة. وتم تحصيل الضرائب من كبار القوم أينما وجدوا. وأياً كانوا دون استثناء. ودون السماح بالتهرب أو التسويف. فسوف تنفرج الأزمة إن آجلاً أو عاجلاً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف