المساء
حسن حامد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ذهبت إلي الصيدلي د. أحمد الحناوي لأسأله عن دواء شاحح في السوق. ودردشت معه عن المعركة التي نشبت بين نقابتي الصيادلة والأطباء. وتعاملت فيها كل نقابة مع الأخري بطريقة أم شرشوح. وتحدثت عن ارتفاع أسعار الدواء بشكل مستفز. ولأنه رجل محترم وحقاني. قال لي 90% من الأسعار المرتفعة سببها جشعنا نحن وغياب الضمير لدينا. وضرب لي مثلا فقال: أنا رجل صعيدي وعندنا أرض في البلد وبعنا محصول البطاطس هذا العام الطن بـ 600 جنيه يعني الكيلو يقف بـ 60 قرشا. بينما يباع في السوق بـ 6 جنيهات. ثم سألني: لو أضفنا تكاليف التحميل والنقل كم تتكلف؟. وأجاب: حاتتكلف كام يعني. هو التاجر حيشيل المحصول علي كتفه؟
وأمام ما نعانيه من غلاء الأسعار. ونقص الأدوية في الصيدليات. سألته: ماذا أفعل يا دكتور للاستغناء عن الدواء؟. فقال ليس هناك سوي الزهد في الحياة. وليس هناك طريقة مثلي سوي الريجيم. وفكرت أن أكون أول الزاهدين وأن أطبق نظاما قاسيا للريجيم. لا يجعلني في حاجة إلي الأكل ولا الشرب وهما السبب الرئيسي في الإصابة بالأمراض. وبالتالي يغنيني عن استخدام أي نوع من أنواع العلاج.
كذلك فكرت في أن أطبق مفهوم الريجيم في كل تفاصيل الحياة. وليس في الأكل والشرب فقط. يعني لا أسأل عن قيمة فاتورة الكهرباء التي تأتيني كل شهر أعلي من سابقه. بينما أنا لا استهلك إلا لمبة غرفة المكتب وكهرباء الكمبيوتر الذي لا ينطفئ. لدرجة أني كلما جاءني المحصل عاطف دياب لا أسأله إلا عن الصحة وراحة البال. وهو راجل محترم وحقاني أيضا ولو وجد قيمة للفاتورة مبالغا فيها يعود بها إلي الشركة من نفسه. وينصحني بألا أدفعها حتي يقوم بتسويتها وتعديلها. وكم يأسرني هذا الصنيع وأقول له يا ليت كل مصري يراعي ضميره مثلك يا عم عاطف. وأدعو له: يارب يصرفوا لك مكافأة.
وكذلك لن أحاسب ذلك الشاب الذي يحصل مني كل شهر أجرة البواب بينما لا يوجد بواب منذ أن طردوه. ويحصل مني قيمة استهلاك الأسانسير وقيمة صيانته الشهرية. بينما أنا لا أركب الأسانسير. ويحصل قيمة استهلاك مواتير المياه والمياه ونور السلم وغير ذلك مما لا علاقه لي به. إلا من باب صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي.
وبعد أن عشت التجربة في كل شيء. حتي أنني لم أعد أحاسب الحكومة علي كل عثراتها وشفطاتها ونفخاتها التي تصيبنا بها ليل نهار. وقل وزني وجف عودي. وجدت أنني لم أغير شيئا في واقعنا الأليم. ولم أكن قدوة لغيري. فالكل مهموم بنفسه. فقررت أن أضرب بكلام د. أحمد الحناوي عرض الحائط. وقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف