"يفوت في فدان كلاب" تعبير بليغ للبلديات قدري أبوحسين محافظ حلوان السابق.. يصف به شخصا ضرسته الأيام وأكسبته من الدهاء ما يجعله محصنا ضد المؤامرات.. يراه كأنه قادر علي المرور وسط فدان مزروع بالكلاب دون أن تمسه بسوء.. الحقيقة إن فدان عمنا أبوحسين تحول إلي غابة. وكلابه صارت وحوشا مفترسة.. كوكبنا في المجمل "محمية طبيعية للضوارئ".. ومن لطف الله أن قيض لنا في هذا الزمن الصعب من يتحسس أوكارها ويتجاوزها وهو يتقدم مسيرة الوطن.
** لماذا يتآمرون علينا ونحن قوم تنهكنا المشاكل والأزمات..؟ الحقيقة أنهم يريدوننا أن نبقي كذلك.. بل يقدمون لنا مساعدات محسوبة بعناية لنظل أحياء علي سرير المرض فلا نسقط تماما وتأكلنا الفوضي.. ولا نقدر علي النهوض.. يريدوننا متخلفين عن ركب التطور. أدني منهم درجة.. يمتصون مواردنا ونظل سوقا لبضائعهم وحقلا لتجاربهم العلمية والعسكرية.. فمازال الكوكب غير خاضع لسلطة عليا تنظم شئونه ومازالت القوي تتصارع علي الهيمنة وامتلاك القوة وتوفير الرخاء لمواطنيها علي حساب دول ضعيفة محكومة بالاستبداد والفساد.. فالامبريالية لم تتغير منذ عهد هتلر ومن قبله إلي وقتنا الحالي.. الأساليب كما هي اسباغ شعارات براقة علي الأطماع التوسعية كنشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وغيرها من الاسطوانات المشروخة التي مللنا سماعها غير أنها مازالت تحظي بإعجاب البعض سذاجة أو تواطؤاً.
** ومازالت الامبريالية حتي اليوم تتخذ منهج "فرق تسد" وضرب الاشقاء والشعوب ذات المصالح المشتركة بعضهم ببعض فلا يخرجون من تحت عباءة السيد القوي ومن يدعي انه الناصح الأمين.
** لكننا شركاء في التآمر علي أنفسنا.. نعم بالاستهتار واهمال الواجب وتصديق الشائعات والمشاركة في الفساد أو السكوت عنه.. نحن مسئولون.. والحكومة مسئولة عن توفير فرص العطاء والمشاركة أمام كل مواطن.. وتفعيل مهام المسئولين في كل المواقع.
** ..نعزي أنفسنا:
اعذرني ياصديقي ان لم اشيع جنازتك أو أذرف دمعاً علي فراقك.. حزني يتجاوز الطقوس والمراسم.. يلجم اللسان ويجمد المشاعر.. العمر يمضي ويتساقط من حولنا الصحاب كأوراق أشجار الخريف.. بغيابك تنطفئ مصابيح فنار آخر علي درب الحياة.. كان يؤنسنا شاع نوره وان طال البعد وتفرقت بنا السبل.. لم يعد إلا أن نقول سلاما وإلي اللقاء.