لم يفاجئني انتصار حلب وتطهيرها من الإرهابيين والخونة الذين جعلوا منها رمزا للمواجهة في أزمة الصراع علي سوريا ولايخفي علي خبراء الجيو- سياسة أهمية انتصار حلب من قبل الجيش العربي السوري وهذا أكد ما كتبته قبل اعوام ان حلب هي الرقم الصعب في الصراع علي سوريا والانتصار فيها لايعني نهاية المطاف بل ان تطهيرها من كل جيوب الخيانة هو المهم.. قد أفشل تحرير حلب المخطط الصهيو- امريكي -التركي- القطري واموال الخليج العربية للمعارضة والمرتزقة في سوريا.
انتصار حلب أربك معادلات الغرب والإعلام العربي الذي سوق ¢كذبا ¢سنوات بسقوط سوريا فقد أصاب المعارضة الهشة والغرب بهستيريا وكشف للشارع العربي أن قنواتهم الاعلامية تذيع "كذبا" وبعيدة عن الواقع.
بكل اسف من يتابع الوضع السوري سيري كيف كانت محاولات خلط الأوراق وتشويه الصورة فالمعارضة التي ترعرعت ما بين حانات لندن وباريس وواشنطن وفنادق الخليج لايمكن أن تكون قيادة لسوريا بل قطع شطرنج بيد من يدفعون لهم وللجماعات الارهابية.
واظن أن الجامعة العربية التي تتحمل جزءا كبيرا مما حدث منذ تجميد مقعد سوريا بعد أن سلمت ليبيا للغرب تحتاج اليوم من أمينها احمد ابو الغيط أن يستجيب لرغبة الشارع العربي بعودة مقعد سوريا المؤسسة للجامعة ليمثل حكومتها وقيادتها.
يجب أن يتم فرز كل الخارجين من حلب فهؤلاء لايختلفون عن العائدين من أفغانستان والبانيا والبوسنة قبل أن يفاجئنا أحدهم بعمل إرهابي حال وصولهم إلي بلدانهم.
اعتقد أن حلب تكتب التاريخ من جديد لتعيد سوريا بوجهها العربي المشرق بعد محاولات تدميرالتاريخ والحضارة الذي شاهدناه في العديد من المدن السورية وانتصارها يؤكد ان المعركة كسرت الحلم التركي والغربي وفشل اموال النفط والاستخبارات الخليجية في الوصول الي مراميها باسقاط سوريا ونظامها بقيادة بشار الاسد.
صحيح كثير من المدن السورية عانت ولم تعد تلك المدن الجميلة التي كنا نتجول فيها كما في مدننا المصرية تحتاج لإعادة بناء لكن ما يمكن التأكيد عليه أن الإنسان السوري تمسك بخياراته ولم تفلح فيه الدعايات المغرضة و¢الفبركة¢ الاعلامية المزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل العصابات الإرهابية المدعومة صهيو-امريكيا وتركيا وعربيا لإسقاط الدولة.
لقد سقطت كل الاقنعة في الخليج عندما أمرت دولة خليجية المصلين بأداء صلاة القنوت في مساجدها وتبرأ منهم وقتها كل عربي شريف يعيش بينهم.. وفتحوا بلادهم لكل من خرج من سوريا وقدموا لهم مساعدة الإقامة لينضموا إلي اخوان الستينيات.
الضربة التي تلقاها الإرهاب في حلب كبيرة لكن جيوبهم لاتزال خلايا نائمة ويقينا الجيش العربي والشعب السوري قادر علي فرزهم.
وما بعد انتصار حلب لابد من اعادة ترتيب الأوراق في سوريا الدولة الشقيقة كانت شريكا لنا في الانتصار العربي الأهم علي إسرائيل بجيشها الأول في الشام مع جيشنا الثاني والثالث في سيناء التي يحاول الإرهابيون تحويلها من أرض الفيروز وممر الحضارات والأنبياء إلي بؤر لهم وللفكر التكفيري الذي تغذي في الخليج مع الحرب الافغانية من القاعدة وأفخاذها النصرة و داعش وعلي الجميع مراقبة الجهة التي سيتوجه اليها هؤلاء الارهابيون في ليبيا وافريقيا للانطلاق من جديد.
الحقيقة الحليف الروسي لسوريا الذي اكد حقيقة أن الغرب كانت مواجهته لداعش كانت مضيعة للوقت طويلا وسنقف طويلا عند انتصار حلب الذي يشبه انتصار ستالينجراد في الحرب العالمية الثانية..وللحديث بقية !!