حسن الرشيدى
البنوك تضرب السياحة الميتة..!
السياحة في مصر في حاجة ملحة لمن يضخ الدماء في شرايينها.. ولكن عباقرة البنوك يحاولون اغتيال ما تبقي منها.. ويضربونها رغم أنها تحتضر.. وتبحث عن مسعفين ومنقذين.!
بعض الأفواج السياحية التي تأتي إلي بلدنا لقضاء عدة أيام.. عندما تهبط بهم الطائرة في مطار القاهرة.. يجب عليهم شراء طابع ب 25 دولارا من أحد أفرع البنوك للحصول علي تأشيرة الدخول.. ولكن بعض السائحين لا يحملون أموالا نقدية كافية لأنهم يعتمدون علي الفيزا كارد أو أي بطاقات ائتمانية أخري في مصروفاتهم ومشترواتهم.. وهنا تواجههم مشكلة شراء الطابع المخصص للتأشيرة.. ويضطر بعضهم للاقتراض من زميله أو صديقه القادم معه.. لأن ماكينات الصرف المتوفرة بالمطار لا تصرف إلا بالجنيه المصري.. وفي نفس الوقت البنوك لا تقبل بيع طابع التأشيرة إلا بالدولار أو ما يعادله بالعملة الأجنبية.
السائحون يبدون دهشتهم واستغرابهم.. وغضبهم في أحيان كثيرة.. لأن الأمر غريب.. فالماكينات ليس بها عملات أجنبية.. وإنما تصرف الجنيه المصري فقط.. والبنوك تطبق التعليمات ولا تقبل البيع بالمصري.. وهنا يثور بعض السائحين ويقررون العودة علي نفس الطائرة ويعبرون عن ندمهم لقرار المجيء لهذا البلد العجيب الذي ينشد ويسعي لجلب السياحة.. وفي نفس الوقت يثير ضيق وضجر السائحين ويتخذ اجراءات ويضع عراقيل لتطفيشهم.!
حرصي علي عودة السياحة لبلدي.. دفعني للبحث والتوجه للبنوك.. لمعرفة حقيقة هذه الإجراءات العقيمة.. قال لي علي الهلباوي مدير عام بنك مصر بالمطار إن سبب المشكلة هو إصرار وزارة الخارجية علي بيع طابق التأشيرة للبنوك بالدولار فقط.. ولذلك تضطر البنوك لبيعها بالدولار.. فالحل بيد وزارة الخارجية.
أري انه ينبغي أن يكون هناك تنسيق بين البنك المركزي ووزارة الخارجية لاصدار تعليمات للبنوك لحل تلك المشكلة التي تسيء لمصر وتضرب في السياحة الميتة.!
كفانا تهريج.. ياسادة.. وارحموا الوطن.. يا عباقرة البنوك..!