حنان عبد القادر
عندما تتحول المودة إلي عنف
8 مليارات جنيه تتحملها ميزانية الدولة تكلفة اقتصادية للعنف الأسري احصائية مخيفة كشفت عنها دراسة مشتركة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء والمجلس القومي للمرأة.. كان الدافع وراء خروجها للنور أشكال العنف الجديدة التي شهدها الشارع المصري بعد ثورة ..2011 اعتمدت علي مسوح واستبيانات وأسئلة تم طرحها علي 20 ألف أسرة في جميع محافظات الجمهورية بهدف إتاحة ونشر بيانات دقيقة ومعبرة عن طبيعة العنف الموجه ضد المرأة تحديداً وأنواعه وعواقبه الاقتصادية علي ميزانية الدولة وأثره علي صحة المرأة وصحتها الإنجابية ومعدلات انتشاره.
الدراسة شملت المرحلة العمرية من 18 سنة حتي 64 سنة للتعرف أيضاً علي العنف الموجه ضد المرأة المسنة خاصة أن دور رعاية المسنين تحفل بحالات ضحايا عنف الأزواج والأبناء.
توصلت الدراسة إلي ان أشكال العنف التي تواجه المرأة متنوعاً منه في المنزل علي يد الزوج بعد ان تحولت المودة والرحمة التي نعرفها إلي إهانات وسباب وعلاقات نسائية متعددة تحت ستار تعدد الزوجات.. يتوازي معه الزواج المبكر للفتيات وختان الإناث وفي الشارع وما أكثره وما نسمعه من تحرش تواجهه الفتيات والسيدات في المواقف الجماعية وفي وسائل المواصلات وفي التجمعات في الأعياد والحالات حدث ولا حرج وسمعنا عنها وتابعناها خلال السنوات الماضية.
بقي ان نعلم العنف الأسري توابعه ليس علي المرأة فقط ولكن يدفع ثمنه الأبناء فطبيعي أن يتأثر الأبناء وهو ما أكدت عليه الدراسة ان نسبة كبيرة من الأطفال تأثر مستواهم الدراسي داخل المدرسة وانعكس علي سلوكهم مع زملائهم وتميز سلوكهم بالعنف الواضح.
الغريب ان المرأة تعاني علي يد أقرب الأقربين وهو الزوج أو الأخ الذي هو من المفترض انه المنوط به الحفاظ علي زوجته أو أخته في مجتمع عنوانه الشهامة والرجولة ولكن يبدو أن البعض أصبح تايواني. والدليل تصنيف مصر من أنها أكثر الدول التي تعاني أكبر نسبة تحرش في الشارع والمواصلات.
أطمع أن يخرج قانون التصدي للعنف ضد المرأة إلي النور في عام المرأة 2017 لتختفي كافة الممارسات الغريبة التي عانينا منها خلال السنوات الخمس الماضية ولتكن قوة القانون رادعة لمن تخلي عن شهامته وسمح لنفسه الاستقواء علي المرأة باعتبارها الأضعف اتفقنا أم اختلفنا.
كلمات لها معني
* الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
* وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم.
* العاصفة لا تكسر من الأغصان إلا يابسها.
* أصعب ترميم هو إعادة بناء علاقة اهتزت فيها الثقة.