المساء
عصام سليمان
تحركي.. يا حكومة!!
" مصر قطعت نصف الطريق وهينصلح حالها " .. هذه الكلمات قالها د. فاروق الباز للزميلة الأخبار يوم الأربعاء الماضي في إجابته حول سؤال يقول: كيف تري مصر بعد 5 سنوات؟!
وأجاب بلغة العالم المتمكن: مصر بعد خمس سنوات "هينصلح حالها" والدولة أنهت نصف الطريق والدول التي تمر بثورات تظل في تخبط فترة.. فالثورة الأمريكية أثرت علي الشعب اثني عشر عاما والثورة الفرنسية عشر سنوات والروسية أيضاً.
أضاف: والسيسي استلم الدولة "خربانة" ويعيد بناءها الآن وعلي الشعب تفهم الوضع ومساعدته وتحمل المسئولية معه.
كلمات واضحة ومحددة وتجيب علي سؤال نسمعه كثيراً في كل حوار بين المواطنين وبين الإعلاميين والخبراء وعلي برامج التوك شو وهو: هل نحن علي الطريق الصحيح.. وهل المشروعات القومية التي بدأناها ونسير فيها كانت ضرورة؟!.. أم كان الأهم أن يأكل الناس اليوم ويحلها المولي سبحانه وتعالي غداً؟!
وحقيقة الأمر وكما قال محمد معيط نائب وزير المالية في حوار صحفي للأخبار أيضاً يوم الخميس : ان الناس التي تري ان المشروعات القومية أثقلت كاهل الدولة وكان يمكن تأجيلها ينظرون تحت أقدامهم.. ولا يدركون ان الاقتصاد المصري يواجه تحديات ضخمة أهمها الزيادة السكانية بمعدل 2.5 مليون مواطن!!
فمن أين سيأكل هؤلاء ونحن نستورد أكثر مما نصدر ومن أين سنوفر لهم أماكن يعيشون فيها ونحن نعيش في ساحة ضيقة من الأرض ونترك باقي البلاد صحراء ومن أين سنوفر لهم الوظائف والخدمات الصحية والتعليمية.. إلخ.
لذلك كان لابد من رؤية 20/30 لاقتحام الصعاب واتخاذ إجراءات اقتصادية صعبة زادت من أعباء المواطنين وهذه الإجراءات لم تجرؤ حكومات سابقة علي اتخاذها حتي لا تتفاقم الأمور وتصل إلي الوضع الذي وصلنا إليه.
السيسي قال بوضوح انه لو كان يبحث عن شعبيته بين الناس لفعل مثلما فعل من سبقوه لكنه قرر التصدي والاصلاح مراهنا علي ان الكل سيذكر له ما فعله من أجل الوطن عندما يجنون ثمار ما قام به.
وها هو د. فاروق الباز يؤكد ذلك في حديث طويل مملوء بالتفاؤل والأمل مؤكداً ان لديه ثقة كبيرة بأن مصر ستكون في مقدمة الدول.
المشكلة ـ وكما قلت سابقاً ـ ان لدينا وزراء ليسوا علي قدر المسئولية ويشعر المواطن بخيبة أمل فيهم لأنهم لا يستطيعون مواجهة الأحداث أو ترقب الأزمات والاستعداد لها والتصدي لها في الوقت المناسب وقبل أن تتفاقم مثلما يحدث في مشاكل الدواء الآن بعد تحرير سعر الصرف وتوقف المصانع عن الإنتاج والعجز عن الحصول علي مستلزمات الانتاج من الخارج وقبلها مشاكل توريد الأرز والقمح واختفاء السكر والزيت.. إلخ.
الحكومة يجب أن تتحرك علي أرض الواقع وبفاعلية أكثر لشرح الإجراءات الاقتصادية التي تتم لكي يتفاعل المواطن معها ولكي يتحمل ويصبر ويجاهد معها من خلال خطة واضحة المعالم يعرفها ويعرف تفاصيلها لكي نجني ثمار الخير وبسرعة من خلال الاصطفاف علي كل المحاور.
أتمني أن تتحرك الحكومة في هذا الاتجاه وبسرعة لقطع الطريق علي المشككين وهواة الصيد في الماء العكر لإيقاف المسيرة التي انطلقت ولن تتوقف بإذن الله مهما فعلوا ومهما حاولوا استغلال الوضع الاقتصادي المتأزم وغلاء الأسعار الذي نعاني منه بعد تحرير سعر الصرف.. فهل تفعل؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف