أحمد سليمان
تحية لشعب بورسعيد والنادي المصري أيضاً
مهما كتبت وكتب غيري عن ملحمة الفداء التي نفذها أبناء محافظة بورسعيد الباسلة يوم 23 ديسمبر 1956 فلن نوفيهم حقهم. فأبناء بورسعيد علموا ومازالوا يعلمون الأجيال معني الوطنية والانتماء لتراب الوطن. وكيف تهون الروح مقابل درء المخاطر وصد العدوان عن الأوطان.
أبناء بورسعيد لهم الفضل في حماية مصر من العدوان الثلاثي والذي دبره في اجتماع سري بقرية "سوفر" الفرنسية عقب تأميم القناة كل من جاي مولييه رئيس الوزراء الفرنسي الذي كانت تمتلك بلاده معظم أسهم قناة السويس وأنتوني إيدن رئيس الوزراء البريطاني الذي اشترت بلاده حصة مصر من أسهم القناة وبن جوريون رئيس وزراء اسرائيل. واتفق الثلاثة علي تنفيذ تمثيلية أمام العالم تبدأ باحتلال إسرائيل سيناء والاقتراب من ممر القناة المائي. ثم تعلن كل من فرنسا وبريطانيا التدخل العسكري بحجة حماية هذا الممر الدولي وتأمين الملاحة بقناة السويس.
بدأ تنفيذ السيناريو كما تم الاتفاق عليه بين المتآمرين الثلاثة فدخلت اسرائيل سيناء وتعرضت بورسعيد وبورفؤاد لضرب الطيران الفرنسي والبريطاني وتمت أكبر عملية انزال جوي علي المدينة الباسلة تمهيدا لاحتلال قناة السويس وإعادة سيطرة فرنسا وبريطانيا علي الملاحة فيها.
أبناء بورسعيد كانوا بالمرصاد ودخلوا المشهد بقوة لم تتوقعها قوات العدوان فأحدثوا الفارق وأجبروا المعتدين علي التراجع بعدما فقدت بورسعيد عددا كبيرا من خيرة شبابها دفاعا عن مصر والمصريين.
حكايات العدوان الثلاثي علي مصر لا تنتهي. ودور البورسعيدية البطولي لا يمكن حصره. ولعل الصور المنتشرة علي المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي والمتاحف المصرية تحكي الكثير عن الاحداث والأسماء والأماكن في هذا العدوان ولكن المحصلة النهائية أن شعب بورسعيد ـ الأجداد والآباء والأحفاد ـ يستحقون منا كل التحية والتقدير والاحترام لأنهم علمونا وعلموا العالم ومازالوا معني الوطنية والانتماء والفداء.
ولعل المشروعات التي من المنتظر أن يفتتحها اليوم الرئيس السيسي في بورسعيد في أول زيارة له للمدينة الباسلة تؤكد أن كل يوم في مصر يشهد افتتاح مشروعات وتنمية حقيقية لخدمة مصر والمصريين علي الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة.
ولأن الشيء بالشئ يذكر فإنه لا يفوتني توجيه التحية وتهنئة النادي المصري البورسعيدي صاحب التاريخ الطويل في كرة القدم واللعبات الأخري والذي كان ومازال مصدر قلق للفرق الكبار وفي مقدمتهم ناديا الأهلي والزمالك فالنادي المصري وعلي الرغم من الظروف السيئة التي لا يمر بها أي ناد غيره في مصر إلا أنه استطاع ان يضع نفسه في المكان الطبيعي بمقدمة مسابقة الدوري الممتاز بين الاربعة الكبار. ولو أن الظروف غير الظروف لكان النادي المصري متصدرا جدول المسابقة لعدة أسباب منها ان الجهاز الفني الذي يتولي مسئوليته علي رأسه الشقيقان حسام وابراهيم حسن صاحبا أكثر انجازات في تاريخ الكرة المصرية فهما يمتلكان من العزيمة والاصرار علي الفوز والاخلاص في العمل ما يغيب عن معظم مدربي الفرق المصرية وهذه الروح بثاها في أنفس لاعبي الفريق الذين علي الرغم من انهم ليسوا اصحاب اسماء مشهورة في عالم الكرة إلا أنهم حفروا اسماءهم من ذهب وتفوقوا علي لاعبين كبار في المستوي المهاري واللياقة البدنية. فأصبح الفوز علي النادي المصري أو حتي التعادل معه حلما للفرق الكبري.
كل عام وكل شعب بورسعيد ومسئولي ولاعبي وجمهور النادي المصري بخير.