حين ظهر التونسي أنيس العامري المتهم بجريمة دهس برلين في ميلانو فجر الجمعة الماضية لم يكن يحسب أنها المحطة الأخيرة في عمليات هروبه وتنقلاته التي انطلق فيها هاربا من تونس من أحكام بالسجن بتهم السرقة عام 2011 . وبسبب جرائم ارتكبها بإيطاليا أيضا سجن في ميلانو حتي 2015 انطلق بعدها إلي ألمانيا. ورغم تقارير شرطة السجن حول ميوله المتطرفة لم تلتفت سلطات إيطاليا المعنية ولم تخطر ألمانيا بالأمر مما يظهر ضعف التعاون الأمني وتبادل المعلومات أوروبيا. ويأتي مقتله علي يد الشرطة الإيطالية بالصدفة وليس نتيجة تنسيق أوروبي ،حيث طالبه الشرطيان الإيطاليان بإبراز أوراق الهوية كإجراء روتيني فبادرهما بإطلاق النار ليكتشفا الصيد الثمين الذي وقع في أيديهم.ومنذ الصيف الماضي رفضت سلطات ألمانيا منحه حق اللجوء, وكان ينبغي ترحيله كعشرات الآلاف الذين لا تقبل طلباتهم . الحدود المفتوحة بين دول أوروبا سمحت لذلك الإرهابي التنقل بكل حرية عبر الحدود ليعود إلي إيطاليا.ولا شك أن عودته إليها تطرح تساؤلات عمن يقف معه وماإذا كان له شركاء هناك بعد تأكيد داعش أنه هو منفذ عملية الدهس. المستشارة الألمانية ميركل وعدت في ضوء حادث برلين والانتقادات الشديدة لسياستها الخاصة باستقبال اللاجئين ،بأنه ستكون هناك تدابير أمنية وسياسية صارمة لمواجهة ذلك وسرعة إجراءات ترحيل من ترفض طلباته حيث يستغرق ذلك حاليا شهورا أو سنوات. وبدأت الاستعانة بالجيش في عمليات التأمين وهي ضرورية في ضوء ضعف تجهيز الشرطة وخفض أعدادها السنوات الماضية. ويبدو أن الدول ستعيد النظر في مسألة اتفاق شنجن بعد تمدد أذرع الإرهاب وانتهازه فرصة الحدود المفتوحة للتنقل.