لن تنته الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، الا بعد اتفاق المتناحرين الكبار، واعوانهم والمتواطئين معهم، علي الشكل النهائي للمنطقة العربية، ونصيب كل منهم من الكعكة. فداعش والقاعدة واخوانهم صنيعة صهيو أمريكية. ولعل انتخاب الملياردير دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، ومايصدر عنه من تصريحات متناقضة حينا، وصادمة حينا آخر، ومايشاع عن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، يمثل حلقة من مسلسل محبوك، أعدته أجهزة استخباراتية كبري، لتحويل المنطقة الغنية بالنفط، إلي دويلات طائفية متناحرة، حتي يسهل للقوي الكبري، الاستيلاء علي ثرواتها وتقسيمها فيما بينهم، مع تخصيص نصيب للكيان الصهيوني. الغريب انه وسط مايتم التخطيط له، تجد بعض القيادات العربية، تتصرف بنفس الأساليب القبلية الجاهلية، وتتخذ سياسات تثير الأسي، وتصب معظمها في صالح المخطط،الذي لايختلف كثيرا عن اتفاقية سايكس بيكو التي وقعت قبل مائة عام. وتم بموجبها تقسيم ارض العرب بين بريطانيا وفرنسا وتركيا بموافقة روسية. وواكب ذلك صدور وعد بلفور بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ! فهذه دويلة عربية تتباهي علانية بتمويل الجماعات الارهابية المسلحة في سوريا. وأخري تقاطع كل من يسعي للحفاظ علي وحدة سوريا ومؤسساتها وجيشها. وثالثة ورابعة تسير في الركب. بينما يكتفي اخرون بالفرجة علي المسرحية الهزلية، دون أن تحرك فيهم بحور الدم، ودموع ملايين المشردين ساكنا .. ولن أفاجأ اذا خرج علينا الكبار بخريطة جديدة للمنطقة ، عبارة عن دويلات متعددة. أفيقوا ياعرب لما يحاك لكم، واتحدوا قبل فوات الأوان.