علاء عبد الهادى
فضفضة .. الجراح عندما يفشل
لسنا في رفاهية رفض الدواء المر.. ولكن يجب بداية أن نقتنع أننا جميعا مرضي، وأن نرضي بالدواء، ولا نقوم بدور الطبيب في تشخيص الدواء، وتحديد أسلوب العلاج.
الطبيب قرر الدواء المر، وبقي أن نتجرعه، صابرين علي أمل الشفاء.. لكن الحاصل أن حالة المريض تزداد تدهوراً، وآلامه تتفاقم، وأعراض مرضه تتفاقم.
نأخذ حالة واحدة نقيس عليها ما حصل
الطبيب قال: إن تعويم الجنيه أمام الدولار له آلامه، لكن بالتأكيد له مزاياه.. وقال: إن من بين المزايا أنه يدعم الصناعة الوطنية مقابل المستوردة، وسوف يصل الأمر بالمستهلك والمستورد إلي تفضيل المنتج المصري لأن سعره الأفضل، وبالتالي يزداد الإقبال عليه، ويتحسن مستواه.
ماذا حدث فعلياً؟
الذي حدث للأسف الشديد هو أن المنتج الأجنبي تضاعف سعره والمصري أيضا تضاعف سعره عدة مرات تحت مبررات مختلفة.. ووقع المواطن في النصف حيران يندب حظه بعد أن تحولت الآلاف من الجنيهات في يده إلي مجرد ورق لا يغني ولا يسمن من جوع.
هذا مجرد مثال، وقس عليه كل شيء في حياتنا.
أنا وأنت لسنا ضد تدخل الجراح بشرط أن يكون ماهراً، يمتلك أدواته، ويشرح للمريض أنه قد يعاني من أعراض بعينها بعد الجراحة ولكن حالته سوف تستقر بعد فترة معينة.
ولكن شيئا من هذا لم يحدث ويكاد المريض أن يموت بعد أن ترك الجراح الجرح ملوثاً، والمريض ينزف.