الجمهورية
مؤمن ماجد
ضد التيار .. من فضلكم .. اسكتوا
تعبنا.. لم تعد لدينا القدرة علي الاحتمال.. زهقنا من شدة المعاناة.. لا تزيدون الحياة علينا صعوبة.. أنتم تتلاعبون بعقولنا وأعصابنا.. أنتم أيها المؤيدون في إعلام الفضائيات تأييداً أعمي.. وأنتم أيها المعارضون علي طول الخط للنظام. كلاكما لا يعبر عني ولا عن الغالبية.. ولذلك من فضلكم.. اسكتوا.
تنعقون كالبوم.. تتلونون كالحرباء.. فريق يري أننا علي الطريق الصحيح. وأن هناك إنجازاً في كل شيء.. وأن كل خطوة محسوبة ومدروسة.. وفريق يري أن الدولة تنهار.. والخراب يعشش في الأركان.. وكل الخطوات خاطئة. وتقودنا إلي الهاوية.
أنا ومعي الكثيرون لا نري إنجازاً في كل شيء.. نعيش معاناة يومية من ارتفاع الأسعار وانهيار القيم وتدني الأخلاق.. لكننا نري محاولات للإصلاح وجهوداً للإنقاذ.. نصفق أحياناً.. ونغضب أحياناً.. لكن المؤيدين يريدون أن نصفق دائماً. والمعارضون يتمنون أن نغضب دائماً. ولذلك أطلب منهم جميعاً أن يسكتوا عن الكلام.
في كل موقف يحمل المؤيدون في برامج الفضائيات الدفوف ويقرعون طبول الفرح. ويجدون المبررات والتفسيرات والحجج الجاهزة للتأييد والمبايعة.. وفي كل موقف يحمل المعارضون النعوش ويقرعون طبول الحرب. ويجدون المبررات والتفسيرات والحجج للشجب والإدانة والاعتراض.
حملات التشكيك لا تتوقف.. وصكوك المبايعة هي السلعة الأكثر رواجاً في الأسواق.. الإعلام الفضائي المهترئ يحمل راية التأييد الأعمي.. ونشطاء الفيس بوك وتويتر يحملون راية المعارضة المتطرفة.. الإعلام الفضائي المهترئ يحاول أن يجبرنا علي التفاؤل.. ونشطاء الفيس بوك وتويتر يدفعوننا دفعاً إلي اليأس.. ونحن لا نريد تفاؤلاً مضللاً. ولا يأساً قاتلاً.. ولذلك ارحمونا واسكتوا.
نحن لسنا قطيعاً من الأغنام تقودونه في مواكب التأييد.. ولسنا جماعة من البلهاء تحملوننا قسراً إلي صفوف المعارضة.. نريد أن نعيش في سلام مع النفس. ننحني احتراماً لأي خطوة في صالحنا. وننتفض غضباً تجاه أي خطوة تنتقص من حقوقنا المهدرة.
التأييد المطلق يصنع الآلهة والأوثان.. والاعتراض المطلق يخلق الشياطين والعداوات.. ونحن لا نريد آلهة جديدة. ويكفينا ما لدينا من شياطين.. نريد نظاماً يجتهد لأجل الشعب.. إذا كان علي صواب صفقنا وهللنا معه.. وإذا كان علي خطأ عارضناه.
الغريب أن الفريقين يتحدثان باسم الوطن. ومصلحة الشعب. وكرامة الأمة. ومستقبل الأجيال.. وبكل بساطة أعتقد ومعي كثيرون أن الفريقين يدنسون اسم الوطن.. ويدمرون مصلحة الشعب ويهدرون كرامة الأمة. ويهددون مستقبل الأجيال.. لذلك دعونا نصفق أحياناً ونغضب أحياناً.. أما أنتم فأطلب منكم بكل وضوح.. أن تسكتوا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف