الجمهورية
طارق الأدور
كلام رياضي جداً .. إعلام العار "8" المنتخب لمن يدفع فقط!!
خلق الإعلام ليكون وسيلة لمخاطبة القارئ في الإعلام المكتوب.. والمشاهد في الإعلام المرئي.. والمستمع في الإعلام المسموع وإيصال كافة الأحداث إليه بشكل محايد وبخاصة في تلك الأصوات التي تمس حياته اليومية أو هواياته التي يعشقها ومنها الرياضة ثم يقوم الإعلام بالاشادة بكل ما هو ايجابي لابرازه وتوجيه النقد لكل ما هو سلبي لاصلاحه.
لم يعد للاعلام هذا الدور كما مضي وتحول في ظل سيطرة المادة عن مساره وقل أو تلاشي دوره في الاصلاح وأصبح فقط للتطبيل لمن يدفع أكثر.
فمن يدفع يكون له الحق في قول كل شيء وأي شيء حتي لو كان يتعارض مع العقل والمنطق.. من يدفع يقدم أي إعلام حتي لو كان يهدم وطناً.
ومنذ بدأت حلقات "إعلام العار" والكثير من زملاء المهنة والقراء العاديين يطالبونني بالاستمرار في الحملة لمجابهة هذا الإعلام المنتشر هذه الأيام بينما انتقد البعض الآخر موقفي باعتباري جزءاً من هذا الإعلام والحقيقة التي يجب ان أكررها انني بالفعل جزء من هذا الإعلام ولكني غير راض عن هذا المستنقع الذي أفقد معه ثقة الجماهير في صدق ما يقال وفي نفس الوقت عملاً بالحديث الشريف "من رأي منكم منكراً فليغيره بيده.. "وهو ما أصنعه بقلمي" فإن لم يستطع فبلسانه "وأفعل ذلك أيضاً بلساني".. وان لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الايمان "ولا أتمني ان أصل لهذه المرحلة".
ومن أبرز ما وقع في الفترة الأخيرة من هذا الإعلام المدفوع.. ما حدث قبل مباراة منتخبنا الوطني قبل موقعة غانا الأخيرة في تصفيات المونديال.
فالمنتخب الوطني هو ملك لكل مشاهد ومشجع كرة.. بل وكل مواطن يعشق تراب بلده وهو الأمر الذي تابعناه من كل مصري قبل وبعد المباراة. ومن حق هذا المواطن ان يتابع منتخب بلده بالشكل الذي يجعله ملماً بتفاصيل إعداده واللاعبين الجاهزين وقوة المنافس وخلافه.
وفي أي مكان في العالم يكون حق متابعة المنتخب الوطني لأي دولة مفتوحاً لكل وسائل الإعلام. عدا في الأوقات التي يطلب فيها الجهاز الفني ان تكون سرية وغير مفتوحة للإعلام حرصاً علي الصالح العام.
وكم من مرة في الماضي كنا كإعلاميين نحافظ علي سرية بعض الأمور التي تتعلق بالمنتخب الوطني حرصاً علي الفريق ومصالحه.
ولكن ما حدث من اتحاد الكرة أو اتحاد البيزنس" كما يطلق عليه الآن هو أمر غريب وعجيب وكله من أجل المال.
فالاتحاد قرر منع كل وسائل الإعلام من الاقتراب من المنتخب أو التصوير عدا الشركة الحاصلة علي حقوق الكواليس.
إذا كان المنع من أجل صالح المنتخب فهذا قد يكون مقبولاً حتي وان كان لا يحدث في أي مكان ولكن أن يكون المنع من أجل الحصول علي المقابل المادي من هذه الشركة لتقوم بالدخول حتي إلي غرف اللاعبين وتقتحم خصوصياتهم أثناء الأكل والشرب والنوم.. بل وكادت تتابعهم إلي داخل الحمامات.. فهذا أمر غير مقبول تسبب في مشكلة كبري لكل وسائل الإعلام التي أغلقت أمامها الأبواب للمتابعة ونقل الحدث للمشاهد أو القارئ.
منعت كل وسائل الإعلام من التغطية من أجل عيون شركة حصلت علي الحقوق ولم يستطع أحد ان يتحدث عن هذه المهزلة إعلامياً لأن الإعلام تمت السيطرة عليه تماماً من جانب اتحاد البيزنس ومن جانب أعضاء مجلس الإدارة المنتشرين في كل القنوات الناقلة أو إعلام السبوبة الذي يعمل في هذه الجهات ويتقاضي أجره.
لم يجرؤ أحد علي مواجهة هذه الظاهرة غير المسبوقة في أي مكان في العالم إلا بعض الأقلام الشريفة التي لا يعنيها إلا ذكر الحقيقة في مصر "إعلام العار".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف