قرار مجلس الأمن الدولي يتبني وقف الاستيطان الإسرائيلي والصهيوني علي الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهليل الرئاسة الفلسطينية والأردنية وغيرهما من الدول ووصفه بأنه قرار تاريخي وصفعة لإسرائيل أعتقد أنه كلام وقرار مرسل و"أونطة".. فعشرات القرارات أصدرها هذا المجلس الموقر.. قصدي "المتآمر" علي مصالح وشعوب العالمين العربي والإسلام وينفذ فقط علي الدول المغلوبة علي أمرها والتي يمكن أن تقف ولو بقلبها فقط أمام السياسة الاستعمارية "الأمريكوروبية" الجديدة.
.. فهل نسي قرار هذا المجلس رقم 242 بتبني حل الدولتين الفلسطينية والمخلوق غير الآدمي المسمي إسرائيل والقرارات 338 وعشرات القرارات الأخري التي أدانت وشجبت ونددت مئات التصرفات والأعمال الإجرامية البشعة من جانب هذا الكيان الصهيوني والتي صدرت من جميع المنظمات الأممية ضد هذا الكيان الغاشم ولم ينفذ منها شيء وضربت بها إسرائيل عرض الحائط وبأشد العبارات التي يعاقب عليها القانون.. وإنني متعجب ومندهش كيف صدر هذا القرار "الورقي" دون استخدام الفيتو الأمريكي أو الروسي أو البريطاني أو في غفلة منهم.. اللهم اجعله خيراً؟!
حقيقة لست متفائلاً بتصريح الرئيس الأمريكي "ترامب" معلقاً علي القرار الأخير بأنه بعد توليه المسئولية الفعلية كرئيس لأمريكا سيكون الأمر مختلفاً وترك العرب والمسلمين يضربون "أخماساً في أسداس" هل سيدين أم سيؤيد إسرائيل بطريقة عمياء كسابقيه من الرؤساء أو ماذا سيفعل بالضبط أم سيعتبر إسرائيل "خطاً أحمر"؟!
.. وأعتقد أن عدم استخدام الفيتو هو "عربون" مزيف ظاهره الرحمة وباطنه مجهول. وهو محاولة لبث الثقة المفقودة أساساً بين أمريكا وحلفائها وبين الشعوب العربية والإسلامية.. ورغم تصريحات ترامب التي تشير إلي التقارب المصري الأمريكي ودعوته للرئيس السيسي لزيارة أمريكا في أقرب وقت ربما تعيد عبارة أن علاقات مصر أمريكا استراتيجية فقط فيما لو تطابقت وليس توافقت مع المصالح الأمريكية ومع ذلك فالمؤتمرات لا ولن تنته ضد مصر.. وهل ننسي الزيارة التاريخية للرئيس أوباما لمصر حتي اعتقدنا أنه خليفة المسلمين القادم وخرج غير مؤسوف عليه بعد أن فعل ما فعل في سبيل تفتيت وتمزيق العالمين العربية والإسلامي.
.. اجعلوني متفائلاً بالرئيس الأمريكي "ترامب" وسياسته حتي يثبت العكس عقب تصريحه بأن الأمر سيختلف بعد توليه المسئولية االفعلية في 20 يناير القادم.. فلا أخفي عليكم أنه خطر ببالي لبرهة أنه سيكون رئيساً أمريكياً شجاعاً وتاريخياً مثل الرئيس الأسبق "كارتر" الذي عقد صلحاً تاريخياً بين مصر والكيان الصهيوني متسلحاً بأقصي درجات الصبر والضغط علي المراوغات الإسرائيلية حتي أتم معاهدة السلام عام 1979 والتي رفضتها القوي والمنظمات الفلسطينية والدول العربية المتاجرة بالقضية الفلسطينية في حينها وأصبحوا الآن يتشوقون لتنفيذ ولو 20% مما كان يعرض عليهم أثناء المعاهدة!!
أقول هل يصبح هذا "الترامب" زعيماً فذاً وتاريخياً محباً للسلام الحقيقي.. ويأتي "بمفاجآت مروعة" ويعقد سلاماً حقيقياً بين فلسطين وإسرائيل وينهي هذا الربيع العربي الكارثة.. ربما بعد أن فاجأ العالم جميعاً برئاسته لأمريكا.. اعتبروني ساذجاً بعد أن مر بخيالي فجأة هذا الحلم.. أتمني حتي يقضي علي أكثر من 70% من الإرهاب المصنوع أوروبياً وأمريكياً في العالم كله!