أرتج مجلس النواب وصال وجال اعضاؤه المبجلون وظننت في بداية الأمر انهم يناقشون غلاء الأسعار وجشع التجار وتهديدات أباطرة الغرف التجارية. اعتقدت أنهم يناقشون اختفاء الأدوية وتلاعب شركات الدواء بالمرضي وبوزارة الصحة وإذا بهم يشمرون سواعدهم ويشحذون اسنانهم واسلحتهم القانونية ضد ابراهيم عيسي هذا الصحفي والإعلامي صاحب الصوت والقلم المغاير والذي لم يكن يوماً تابعاً للوبي الإعلامي السعودي الذي يمنح تأشيرات الحج والعمرة لمن يتاجرون بها ولم يكن يوماً تابعاً للوبي العراقي الذي كان يغرف ويغدق علي بعض الصحفيين حتي أثناء حصار العراق وكان يمنحهم بونات البترول. ابراهيم عيسي لم يكن يوماً بوقاً لنظام المرحوم معمر القذافي الذي كان يمول صحفاً وينصب رؤساء تحرير. ابراهيم عيسي لم يكن أبداً من هذه النماذج الا أنه قلم مختلف وصوت مغاير.
انتفاضة مجلس النواب تلك تثير القلق وتدفع كل محب وغيور علي مصر ان يقول الانتفاضة ليست في محلها وانها تسيء الي النظام في الداخل والخارج وتكشف أن السادة نواب الشعب لا يتحملون صوتاً واحداً ضد مزاجهم. رغم أن هناك عشرات الأقلام والاصوات علي هواهم. صوت واحد يثير قلقهم ويثير الفتنة الطائفية ويهدد الأمن القومي هذا ما تباري السادة النواب في قوله والحقيقة أنهم يظنون ويتوهمون أن رأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما ترحم علي نظام عبدالناصر الإعلامي يرغب في توحيد الأصوات ويأمل في جعل كافة المحطات التليفزيونية نسخة واحدة. ظنوا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يستسيغ ابراهيم عيسي ونسوا أنه دعاه إلي مؤتمر الشباب في شرم الشيخ. هذا الظن والوهم جعلهم يتبارون في نصب المشانق والحقيقة أن موقفهم هذا كشف الكثير والكثير.
الاعلام له دور والحرية المسئولة اساس وتنوع الاصوات والأقلام والاتجاهات مطلوبة ومطلوبة الآن في مصر اكثر من أي وقت مضي. مطلوبة بعد ثورتين.
نعم.. لم يكن الإعلام أو اصلاحه علي برنامج الثورتين ولكن تطهير الإعلام كان مطلباً فرعياً في ثورة يناير. كان المطلب الأساسي هو عيش. حرية. عدالة اجتاعية ومن الذي يطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية غير الاعلام. من الذي يراقب وينقل نبض الشعب غير الاعلام وهل مجلس النواب الجديد ورث عداءه للاعلام من مجلس الشعب السابق الذي كشف الإعلام وحده عن نواب القروض ونواب التأشيرات ونواب العلاج علي نفقة الدولة ونواب النقوط ونائب سميحة الشهير هل صوت ابراهيم عيسي من الممكن أن يشجع آخرين للخوض فيما لا يحب النواب الخوض فيه. هل جرأة ابراهيم عيسي يجب أن ينال منها حتي لا يسير غيره علي خطاه. اخراس الأصوات أو محاولة تهديدها أو التلميح بغلق قناة تليفزيونية لن يغطي علي الفشل في التعامل مع القضايا الجماهيرية الملحة وعلي رأسها ارتفاع الأسعار أو الخوف منهم. ابراهيم عيسي لو اوقفوه أو اغلقوا القناة التليفزيونية التي يعمل بها سيكون نقطة غير مضيئة في تاريخ مجلس النواب الحالي.