محمد السعدنى
الجامعات الخاصة ليست هفية يا د.جابر
سابقا »كانت شهرزاد في المأثور العربي تحيا بقوة الكلام، اليوم هو نفسه الذي يقتلها»
أدونيس
انصرفت نيتي هذا الأسبوع لاستكمال ما بدأناه عن النظام العالمي الجديد وباراك أوباما في أيامه الأخيرة وهو يشعل العالم في إطار نظرية الأرض المحروقة، فيحرك علي رقعة الشطرنج العالمية أفيالاً وطوابي وأحصنة وعساكر ووزراء وملوكا من تنظيمات تيارات التطرف الإسلاموية وداعميها لتضرب العالم في موجة إرهابية هو صانعها حتي لو لم يكن هو من ضغط علي زر التفجير. لكن استوقفني ما استوجب أن اتجه نحوه بالأولوية، ذلك لأهمية ما طرح من تصريحات يصعب السكوت عليها، خصوصاً وأن المتحدث بها في قيمة وأهمية الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة. اتفق مع جابر نصار أو اختلف معه، لكنه أستاذ جامعي مرموق ومثقف عضوي مهموم بقضايا وطنه، شكل ظاهرة في العامين الماضيين بما قدمه من أفكار وأعمال وما توافر له من حفاوة إعلامية ذهبت بأقواله للقاصي والداني. ولقد فاجأنا د.جابر نصار بتصريح صادم، منذ أسبوعين، وانتظرت لعل أحدا يقوم عنا بواجب الرد والتوضيح والمؤاخذة، وهاأنذا مرغم أخوك لا بطل.
تحت عنوان: »نسبة البحث العلمي بالجامعات الخاصة تقترب من الصفر» كتب الأستاذ أحمد حسني في اليوم السابع الإثنين 5 ديسمبر الجاري ما نصه: »قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن النجاح الذي حققته جامعة القاهرة والتغيير الذي أحدثته في شخصية الطالب الجامعي، جاء نتيجة تطور شامل كامل ومتكامل علي مدار 4 سنوات منذ توليه رئاسة الجامعة في عام 2013. وأكد نصار، خلال ندوة مع الدكتور حسام بدراوي، أنه بعدما اقتربنا من ربع قرن علي نشأة الجامعات الخاصة، حتي الآن، لا توجد جامعة خاصة تصل لنسبة ١٠٪ في البحث العلمي، موضحا أن عملية البحث العلمي بالجامعات الخاصة تكاد تقترب من الصفر». وهنا عتابي كبير علي الزميل العزيز جابر نصار فما كان لمثله وهو من هو ولا كان لمن في موقعه الرفيع أن ينزلق لمثل هذه التصريحات الشوفونية التي تمجد الذات وتقرنها بالخصم جوراً وبهتاناً من الآخرين. أربأ بك يا زميلي العزيز أن تنحو هذا المنحي الذي لا يدعمه مستند أو يؤكده إحصاء علمي دقيق. أن تفخر بما تقول بتحققه في جامعة القاهرة فهذا حقك ويسعدنا ويشرفنا أن يتحول ما تفخر به إلي حقيقة واقعة، أما حكمك المتسرع علي البحث العلمي في الجامعات الخاصة وما قلته في حقنا فهذا يستوجبك المراجعة والاعتذار، فالجامعات الخاصة ليست مطية يستبيحها الآخرون، والمسئولون فيها يعملون ويجتهدون ولا يلعبون، وبعضهم من أكبر وأهم علماء وأساتذة الجامعات المصرية وبعضهم تبوأ مراكز كبري في مصر لا تقل عن مركز سيادتك، كما تولي البعض مراكز دولية مرموقة في البحث العلمي وكانوا رواداً احتفي بهم العالم وتركوا بصمات في مواقعهم. وإذا سمحت سيادتك دعني أتحدث عن الجامعة التي أشغل فيها مع زملاء كبار موقع المسئولية عن البحث العلمي والدراسات العليا والعلاقات الدولية، وظني أنها ليست استثناء في الجامعات الخاصة التي أعرف أن أغلبها ما لم يكن جميعها علي خلاف ما تدعون سيادتكم.
في جامعتنا الخاصة تلقينا الشهر الماضي رسالة الهيئة الأوروبية لجودة البحث العلمي EUکOBIAN SO»IETY FOک QUALITY کESEAک»H ومقرها لوزان بسويسرا تعلمنا بفوزنا بجائزة أحسن الأبحاث العلمية المحكمة ذات معاملات التأثير المرتفعة عن جامعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما خاطبتنا هذا العام هيئة الأبحاث الدولية کESEAک»H GATE مهنئة بنشر 246 بحثاً دولياً ذات مستوي رفيع ونشرت صور الباحثين وأعضاء هيئة التدريس من جامعتنا. كما أفادتنا مؤسسة ELSE«IEک الناشر العلمي المعروف بأن لجامعتنا 316 بحثاً علمياً مرموقاً لـ 216 باحثاً ذات معدل انتشار مرجعي »ITATION قدره 986 أي بمتوسط استشهاد أو تنويه مرجعي لكل بحث قدره 3.1، وIMPA»T0.68 أي أبحاث ذات تأثير علمي وقيمة دولية. فإذا عرفنا أن أعضاء هيئة التدريس المعينين بالجامعة 345 والمعارين 57 فإن نسبة البحث العلمي الدولي لا تقل عن 60% وليس 10% فقط يا سيادة الريس. أضف إلي ذلك أن في مبادرة رئيس مجلس الأمناء لدعم البحث العلمي 83 مبعوثاً للماجستير والدكتوراة في أهم وأكبر الجامعات العالمية في الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وبريطانيا واليابان والصين وروسيا والنمسا وفنلندا وإيطاليا وغيرها ولدينا ثماني بعثات لدراسات ما بعد الدكتوراة POSTDO»TOکAL بعضها في هارفارد وMIT وغيرهما وتبادل طلاب وأساتذة مع جامعات أوروبية، وأيضاً عشرون منحة لأوروبا في مشروع EکASMUS+ لمدة خمسة شهور قاربت علي الانتهاء، كما لدينا ثلاثة مشروعات TEMPUS مع الاتحاد الأوروبي وعديد من المشروعات البحثية مع وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي، وبرنامج نشط لمكافآت النشر الدولي والمؤتمرات العالمية، وإلي جانب 18 معملاً حديثاً للبحوث والدراسات العليا، لدينا محطة أبحاث علي خمسة أفدنة في الريف الأوروبي وبيت للحيوانات التجريبية ومعامل زراعة الأنسجة والتشخيص الجزيئي والخلايا الجذعية ومعامل ک&D وشراكات علمية وبحثية مع 26 جامعة ومركزا دوليا. وحصد طلابنا المراكز الأولي في البحوث والتجريب في مسابقات دولية عن الروبوتات وكشف الألغام والـ GPS والتكنولوجيا الحيوية في إنجلترا وناسا والصين وإسبانيا وهونج كونج، وغيرها كثير. هذا عن جامعتنا التي أنشئت كأول جامعة خاصة منذ عشرين عاماً، ولم تبدأ الدراسات العليا في الجامعات الخاصة إلا منذ ثلاثة أعوام فقط. وكل كلمة كتبناها هنا لها ما يؤيدها من وثائق ومستندات لدي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. يا د. جابر أغلب الجامعات الخاصة تعرف دورها في التنمية والتنوير والمساهمة في صنع الحضارة، ولقد بدأنا ذلك الاهتمام بتكوين شخصية الطالب منذ عشرين عاماً إذ أنشأنا داراً للأوبرا ومنتدي لريادة الأعمال وصالونا ثقافيا ومسرحا جامعيا، وانطلق »تياترو مصر» من جامعتنا وباستضافتنا، ولعل د. حسام بدراوي الذي جاءت تصريحاتكم في حضوره، واحد من أهم رواد الأوبرا لدينا.