صبرى غنيم
د. يمني الشريدي.. أول سيدة أعمال يرفعون لها القبعة
تعظيم سلام للدكتورة يمني الشريدي أول صيدلانية تدخل سوق الأعمال وتتخصص في تصدير الزيتون والطماطم المجففة إلي اليونان وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا، وفي أقل من عامين اكتسبت ثقتهم لذلك راحوا يفتحون لها الاعتمادات البنكية ويدفعون باليورو والدولارات قبل أن تصل إليهم بضائعهم.. وقد جاءت ثقتهم فيها لأنها تحرص بنفسها علي اختيار الزيتون »بالحباية» والطماطم »بالواحدة» وقد كانت النتيجة أنهم رفعوا لها القبعات تحية وتقديراً علي تدقيقها في الجودة حتي أصبح لها اسم تجاري في الأسواق الأوربية، الصينيون بعد أن لمسوا فيها الالتزام وقوة الشخصية قرروا أن يتعاملوا معها فطلبوا منها ٢٠٠٠ طن فراولة.. ذكاؤها قادها إلي تأجير مصنع في العاشر من رمضان فكانت تبدأ العمل فيه بعد الحادية عشرة مساء حتي الصباح حيث كان شرط التوريد أن تكون الفراولة مجففة ولأنها كانت أول تجربة عملية لها فقد كانت تراجع كل شحنة بنفسها قبل تغليفها.. نجحت في تصدير الشحنات وبمجرد وصول الفراولة الصين قامت ببيعها للأمريكان وبالطبع حققت مكاسب من ورائها.. لم تعلق د. يمني بل كانت سعيدة بالتجربة.. وعلي حد تعبيرها لقد تعلمت منها الإصرار وقوة الإرادة.. لذلك لم تتردد عندما خاضت تجربة مثلها في سيوة.. لكن هذه المرة كانت شحنة زيتون..
تقول الدكتورة يمني الشريدي إن الإسبان طلبوا منها شحنة زيتون بعد أن ذاع صيتها في اليونان وألمانيا وأصبح لها اسم فيهما، فقد جاء إلي مصر خبير إسباني يمتلك أكبر مصنع للزيتون في إسبانيا بغرض التعاقد معها علي كميات من الزيتون.. فاصطحبته إلي سيوة وعرضت عليه إنتاج مساحة ٣٠٠٠ فدان مزروعة بالزيتون واشترط الرجل أن يكون جمعه من فوق الأشجار في أغسطس إلا أن المزارعين في سيوة اعترضوا لأنهم يجمعون الزيتون في أكتوبر فأبدي الخبير الإسباني استعداده بأن يدفع لهم أربعة ملايين جنيه كحوافز عن التبكير في الميعاد.. انتقلت هذه المشكلة إلي محافظ مطروح الذي أمر بتشكيل لجنة وجاء تقرير اللجنة بالرفض خشية من فرض النفوذ الأجنبي علي المزارعين مستقبلاً.. طبعا »هم يضحك و هم يبكي» هذه الرواية كانت قبل ثورة يونيه، ومع ذلك رضخت د. يمني لمطالب المزارعين واستسلمت حتي لا يطير العرض الإسباني وذاقت الأهوال حتي خرجت بالشحنة..
د. يمني الشريدي شخصية لا تعترف باليأس ولا الإحباط.. الفشل لا يعرف طريقها، لذلك تراها تجاهد في عملها حتي تنجح، وبهذه المناسبة تحكي لي تجربة مع الطلاينة عندما عرضوا عليها »الطماطم المجففة» لم تدع معرفتها بالطريقة ولأنها كانت صادقة معهم أبدوا استعدادهم لتعليمها وبالفعل أرسلوا لها خبيراً تركياً لتعليمها طريقة تجفيف الطماطم ثم تصديرها لإيطاليا.. وكان عليها أن تستأجر شقة لهذا الخبير في الأقصر وكانت تدفع فيها إيجارا ٥٠٠٠ جنيه شهريا، حاولت الاستفادة من عمال الصعيد فاكتشفت ضعف الإنتاج فأتت بعمالة من القاهرة تحملت معيشتهم اليومية، وبدأ الإنتاج وأصبح كل ١٢ طن طماطم »فريش» يسفر عن طن واحد طماطم مجففة وهو معدل طبيعي فكانت سعيدة بالتجربة..
الكلام عن د. يمني الشريدي لا يتوقف فهي نموذج فريد من الستات كسيدة أعمال وكرئيسة لأول جمعية نسائية لسيدات الأعمال العرب.. لقد تحقق الحلم الذي كان يراودها بين أختيها فهن ثلاث أخوات كل واحدة منهن رسمت طريقها.. يمني اختارت الصيدلة ومنها غيرت المسار إلي البيزنس لتؤكد أن المرأة المصرية أيضا سيدة أعمال.. أما الأخت رقم ٢ لها »سحر الشريدي» فهي صيدلانية أيضا ولها بيزنس في تصدير الأدوية والثالثة »هالة الشريدي» خبيرة في لوجستيك الموانيء وللدكتورة يمني الشريدي زهرتان »ميرا مدحت خريجة الجامعة الألمانية ودينا مدحت خريجة الجامعة الأمريكية»..
أنا عن نفسي فخور بأول سيدة أعمال تدخل ميدان تصدير المنتجات الزراعية ويصبح لها اسم في أوروبا.. فما بالكم وهي ترأس أول جمعية لسيدات الأعمال وفي يوم ١٩ فبراير القادم سترأس الانعقاد الثاني لمؤتمر سيدات الأعمال العرب في جامعة الدول العربية.. ألا تستحق د. يمني الشريدي تعظيم سلام ؟..