(قُم لِلمُعَلِّم وَفِّه التَبجيلا... كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا) بيت من الشعر للراحل العظيم الشاعر أحمد شوقى جاء على خاطرى حينما جاءتنى دعوة للمشاركة فى احتفالية عيد المعلم لعام 2016 والتى استحضرت فيها ايام طفولتى
يوم كان للمعلم الهيبة والقدر الرفيع ، يوم كان معلمنا هو الذى نخشاه مثل والدنا لدرجة تجعلنا نستجيب لاوامره ، يوم كان المعلم هو المنهل الذى ننهل منه العلم بكل انواعه وفروعه مجانا لوجه الله ، يوم كان المعلم يتقى الله فى تلاميذه ، فاحبوه وكان يسارعون الى مدرستهم للقائه ، يوم تحسرت فيه على قول الشاعر "أعلمت أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا " وتسألت نفسى الم يقرأ أو حتى يسمع معلموا هذا الزمان ابيات شوقى ؟ الم تمر عليهم حتى مرور الكرام ؟ الم يدركوا الجريمة التى ارتكبوها فى حق النشء الجديد بما خربوه فى عقولهم مع تعمد تحويلهم الى حافظ مش" فاهم بعد ان حولهم الشيطان لاداة تخرق جيوب اولياء امور الطلاب واستنزاف مافيها تحت مسمى الدروس الخصوصية ولا يهم بعدها بناء عقول او نفوس !
تذكرت ايضا حال مدرستنا يوم كنا ننتظر الصباح بفروغ الصبر لنلتقى مع زملائنا واصدقائنا ومدرسينا بكل الحب والود فكانت المدرسة الجنة التى ننطلق فيها نلعب ونمرح ونتعلم تذكرت قول الشاعر الدكتور احمد شوقى (أنا المدرسةُ اجعلني... كأمٍّ، لا تمِلْ عنّي --- ولا تفزعْ كمأخوذٍ... من البيتِ إلى السجنِ--- كأنى وجهُ صيّادٍ... وأنت الطيرُ في الغصنِ --- ولا بدَّ لك اليومَ... وإلا فغداً.. مِنّى ) وعنده قالت لى نفسى انه بالفعل حال ابنائنا فى المدارس اليوم فغدت المدرسة بالنسبة لهم السجن الذى يعاقبون بداخله وصار التلميذ طيرا على الغصن والمعلم صيادا له ، والامر على هذا الحال لن يبشر بعقول مستنيرة تنهض بالوطن لذا ونحن فى هذا اليوم ندعوا كل معلم الى العودة ثانية لاخلاقيات المعلم والامتثال بمعلمينا السابقين الذين نجحوا بما غرسوه فى نفوسنا من قيم واخلاق رفيعة ، فمصرفى أمس الحاجة الى معلم لبناء نفوس وعقول تنهض بالوطن حتى لا تهاجر لاوطان اخرى غريبة تنهض بها وترفعها وأذا توفرهذا المعلم فيكون من حقه ان نوفيه التبجيلا